إنهم يقتلون الأطفال من أجل مستقبل أفضل – بقلم عبد المنعم حسين مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
أمي
قومي
جعان أكليني
بردان ضميني
خايف أحضنيني
دموعي جرحت خدودي
بوسيني
أمي
مش شايف
خدوا نور عيني
أمي
أصحي
شيليني
مرجحيني
نفسي أنام
نيميني
أمي
ليه خدوكي
ليه سابوني
إزاي أنا من غيرك
عارفه تموتي من غيري؟
أمي
قومي
شوك في حضني
حرقوا لعبي
قومي لعبيني
فهميني
ليه الشيطان
يرسم سنيني
أمي
قومي
أنا جعان
عطشان
كان نفسي يشوفوني إنسان
خايف
قومي أحميني
طيب قوليلي
شيلتي فين سنيني
دمك لطخ هدومي
مش ح أغسل هدومي
إلا لما تغسليني
أمي
قومي
كل الناس مرعبة
كل العيون جبانة
مش عاوز عالم الخيانة
قومي
خديني
احكي لكل الناس
كان عندك كراس
وكتاب وقلم
ومدرسة وأستاذ
كان عندك أهل وأصحاب
بيت له باب
و”تاب” و”تلفاز”
كان عندك بابا وماما
وجيران ياما
وشارع ينداس
كان عندك ضحكة ودمعة
كنت بتتحضن وتتباس
كان عندك جامع وكنيسة
أعياد وزينة
وآدان وأجراس
كان عندك بكره وفكره
بحلم وإنجاز
كان عندك ناس تدعيلك
لما تقع تشيلك
وعيونهم حراس
أحكي لكل الناس
إن كل ده خلاص
علشان سُلطان
وطمع إنسان
تزييف أديان
وضمير خَنّاس
طفل بعمر كهل
قالوا له أرسم
رسم بيت مهدوم
قالوا له غني
غنى عن طفل مكلوم
قالوا له ألعب
لعب سجان ومسجون
قالوا له أحلم
حلم بأكل وهدوم
سألوه أمتى بتفرح
لما أعيش كمان يوم
سألوه كتير.. كتير
وهما باصين للكاميرا
وعينيهم على الزووم
وقلوبهم مع ولادهم
وعقولهم مع سبق مشؤوم
وانتقلوا لفاصل
والقصف متواصل
ولا حد منهم مصدوم
وانتقلوا لفاصل
وسابوه يتيم محروم
وسابوه طفل بعمر كهل
سابوه ميت بينبض في سكون
كان نفسي أجيبلك لعبة
وأقولك ألعب
أجيبلك قلم وكراسه
وأقولك اكتب
أجيبلك ألوان وفرشه
وأقولك أرسم
نفسي أديلك حبه
وأقولك أزرع
تطلع شجرة وورده
مش قادر إلا أتمنى
وأقولك في الجنة
يا أطهر من في الأمه
يا مرار الضحكة
وهوان الكلمة
من بين جدران الأمم المتحده
وتحت سقف مجلس الأمن
واليونسكو واليونسييف
وكل منظمات الرغى والكلام
يلبسوا افخر الملابس
تدارى قلوب من تلج ورخام
يتعطروا بأغلى العطور
تخفى ريحة الدم والجيفه
ويضحكوا ضحكتهم السخيفه
تجمل ضميرهم اللى نام
يحكوا عن العولمه والوحده
ولازمة تكون الأمم متحده
وخطوة بُكره لقدام
عندهم ملكة التمثيل والإلقاء
سحره .. مهره
خالطين التلج بالنار
مزوقين بالحلال منابر الحرام
ابكوا يا تماسيح هذا الزمان
البسوا قناع اللوعه والآلام
يا مُهرجين السيرك
د المسرح اكتر احترام
انشدوا الأناشيد
حَفَظوا ولادكم النشيد
واعلنوا عن اكبر مسابقه للسلام
عَلِموا اطفالكم تكتب شعر
منزوع الآلم والمُر
خَلوهم يرسموا ايد بتسلم على ايد
وغصن زتون وحمامه
علموهم يرسموا الأوهام
يكدبوا على مشاعرهم
يزيفوا رسم الأيام
يا اصحاب البرانيط والعمام
الدم طرطش عليكم
لطخ مهرجانتكم
ولوحات معارض السلام
كتب على جدران اجتماعاتكم
البقاء للفاجر.. القادر
وعلى العدل الاستسلام
يا ابطال السيناريوهات
وقصص الخيال والأفلام
يا محاكم الخُرس
وتأريخ بلا ورق واقلام
يا زعماء جرذان ونعام
روسكم فى الطين
ومكانكم بين الأقدام
فى غزه والعراق والشام
الجنازات قايمه بلا قُداس او إمام
غَسِلناهُم بخزى الصمت
وقوة السَوط
وكفِنَاهُم بالأعلام
زرعناهم بأراضيهم ويا انجيل وقرآن
يمكن فى يوم يطرحوا
صحح المسيحيه والإسلام
يداروا عورة زمن عريان
زمن عاهر بلبس الإحرام
مفضوح .. مذلول .. جبان
يعيدوا الأمم المتحده
ومجلس الأمن
وكل منظمات الرغى والكلام
يوم ما تصرخ جثثكم
تمن الخيانه كان كام
وليت السلام
يكون الختام
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9928 الرابط المختصر