إلى الأسرى – بقلم سيد محمد عيسى مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
البرد يأكل أجساد المساجين
والخوف يأكل أرواح المحبين
وذي ليالي الشتا قد جمعت لهم
كربا على الكرب في طول وتحزين
الأسر يؤلم والبعد الممض بدا
مع زهمرير شتاء مثل سجين
أنينهم قد بدا في عتمة مزجت
بالحزن واليأس ما بين الزنازين
في وحشة لو يراها الصخر لانبجست
منه الدعوع ورق الصخر في الحين
صمت الجدار وصمت العالم امتزجا
فأصبح الصمت عنوان العناوين
والظلم طالت لياليه وأعظمه
طغيان ذي جبروت فاقد اللين
لا يسجيب إذا ما يصرخون ورا
قضبانهم باستغاثات المساكين
صدت صدى الصوت عن أن يستجاب له
قلوب أصدى من أصدى القضب في الطين
لا ينشدون سوى حرية سلبت
أو حلم اغتيل من غول الشياطين
أو دعوة من أخ في الله صادقة
يدعو بشوقق وتخويف وتطمين
رباه لطفك فالأحوال قد صعبت
والنصر نصرك يارب المساكين
والعون عونك أنت المستعاذ فما
يسطيع غيرك عوذ المستعيذين
والحكم حكمك لا حكم ولا حكم
لولاك، ما كان من عنف ولا لين
والنصر نصرك، كل الناصرين أبوا
فانصر عبادك في عز وتمكين
وهبهم بعد ليل السجن فجرهم
يا خالق الفجر والزيتون والتين
الأمة اليوم في فجر تعيد بـــــه
مجـدا تألــق للماضــين واتســقا
لا بد تنهض مهما عاق نهضتها
وتكتسي الأرض من عليائها العبقا
جمال الأقصى
المسجد الأقصى جمال زاهر
وحضارة يبآ بها الإسلام
سيسارع الآقزام في تدنيسه
ويذود عن حرماته الأقوام
الشعر غزيٌُ
الشعر دمعة طفل مات والده
أو صرخة من مريض يشتكي ألما
أو أنة من سجين ضاق محبسه
ولم يجد في ظلام السجن جرعة ما
أو شمعة في ظلام الليل توقدها
ثكلى فتذري عليها الدمع منسجما
أو هو صراخ لأهل حال بينهم
طول الجدار وظلم الثلة اللأما
أو صرخة من فتاة مات إخوتها
تحت الركام وصارت دارهم عدما
إن لم يك الشعر هذا فهو تمتمة
من خائن خاسر يدعو بها صنما
الشعر قسامي
الشعر من غزة القس-ام منبعه
وفي مآسي فلسطين الكبيرة قر
إن لم يك الشعر من هنّاك مطلعه
فالشعر أصبح زورا ساقطا وبطر
عزف السكاكين
هاتي السكاكين خلي الفجر يأتلق
خلي النجيع نجيع الجبن ينطلق
هاتي السكاكين إني سوف ألثمها
أضمها لجوٍ بالظلم يختنق
خلي السكاكين في الحانات تعزفه
لحنا، تَزلزلَ منه الغاصب الحنق
لحنا تغذيه أشلاء العلوج وأنَّـ
ـنات الجبان، بنار الجبن يحترق
خلي السكاكين تعطي الحق صاحبه..
تصحح الوضع في أحشاء من سقوا
أوطانَنا، وتذيق الغاصبين لها
بعضَ الذي كان طفل الأرض يعتبق
خلي السكاكين تعطيك الحقيقة عن
أحشاء قوم ببحر الخزي قد غرقوا
تعطيك صورة حقد في القلوب ثوى
فالقلب منه دوام الدهر يصطفق
خلي السكاكين في الأحشاء ثائرة
تطارد الروح في الأشلا فتنعتق..
نحو الجحيم جحيم الخزي توعده
نارٌ بها الجثة النجساء تحترق
تجول بين ثناياها تصورها
كما يصور سوء الغاصب النزق
تضايق الروح فيها تجتزيه بما
يضايق الدهر أهلينا ويختلق
فينا الأكاذيبَ فينا المحدثات سدى
أما ترى كل شر منه ينبثق
خلي السكاكين في الأحشاء تدخلها
فطالما امتلأت من زادنا المِزَق
خلي السكاكين فجرا في دياجرنا
يستنبت الأمل الوهاج ينتشق
ذاك العبير عبير الدم أبحره
تشتاقها الأرض، فالأشواق تستبق
خلي السكاكين في الأعلاج نغرزها
إن السكاكين للجدران تخترق
يا نسمة النصر في أحزان أمتنا
يا طلعة الفجر في الديجور يا شفق
يا بدر يا شمس يا حبا تملكنا
لولاك لم أك للسكين أمتشق
لولاك لولاك كنا الهالكين أسى
فكيف تحيى ورود ما لها عبق؟
وكيف تشرق شمس ما لها ألق
وكيف نترك ثوب العز يخترق؟؟
أنا الحق
سأل جندي يهودي كدجج بسلامه طفلا فلسطينيا من انت فرد عليه في كبرياء، ولسان حاله يقول:
أنا الحق هل أنكرت عزة موقفي؟
خف القطين، فغادرغير مرغوب
هذي يدي في وجوه الظالمين علت
ماء الطفولة عندي غير محجوب
فكيف تسطيع بعد اليوم توقفها
إن كان سيفي فيها سوف يغري بي؟
بطولة 7 أكتوبر
الله أكبر جند الله يهتاج
قد قطعت بينه والخوف الاوشاج
أبراجه في سماء السعد لائحة
والبهت جدرانهم هدت والابراج
فانظرهم وجنود الرعب تقدمهم
فبينهم ورسول الله أمشاج
طيرا أبابيل في حين وآونة
ضفادع البحر والأمواج أمواج
ولليرابيع في أنفاقهم شبه
ولكن إيمانهم بالله وهاج
لما سقوا من دماء البهت أرضهم
بعد الجدوب وسيل الموت ثجاج
وسالت السوح قال الحال إنهم
لا يرجعون ولو ردوا لما عاجوا
إذ يخربون بأيديهم بيوتهم
والمؤمنون لتخريب لها لاجو(ن)
وفي السلاسل فتيان لجوا جبنا
بين النساء فما حمت لهم حاج
قد دوخوهم فدانوا في الطعان لهم
وأمرهم قبل ذا في الدين رجراج
فاقتيد في الأسر من شاء الكرام إذا
والأسر والسبي أصناف وأزواج
لم ينفع الكفر تحصين وبهرجة
ولا مبان حصينات وأبراج
ولا جواسيس أمثال الدبا نشرت
منها شبيب ومخدوم ومغناج
الله أكبر هذا اليوم ملحمة
كنا لها قبل هذا اليوم نحتاج
فيه الشفاء لمن أضناه واقعنا
والله أكبر جند الله يهتاج
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9729 الرابط المختصر