24 March, 2025

أنَا ابْن ُ غَزَّة – بقلم ديانا الكعبي

ذهبَ محمدٌّ إلى بيت المقدس وهو يحملُ معه ُ باقة ًمن الوردِ بعد عودتهِ من ألمانيا وحصوله ِ على شهادةِ الدكتوراه في علم النفس، فبقي يوزعُ الورد على الناس ويحتفل ُمعهم باليوم الوطني الفلسطيني، وأخذ َ يقرأُ قصائدَهُ الفخريَّةَ عن الشعبِ القوي الذي حاربَ المحتلين وأخرجهم من وطنه، ثم الْتَقَى بهِ أحد ُأصدقائه ِوعانقهُ؛ فقالَ محمد:

ــــــ لا أصدِّق ُ أنكَ تقفُ أمامي يا عبد الله! 

ـــــ ولماذا لا تصدق ُ يا محمد؟ 

ـــــ تَوَقَّعْتُكَ قُتلتَ على يدِ المحتلين بعد أن  رأَيْتُهُمْ  يعتقلونكَ عندَ محاولتهم الاحتلال. 

   فضحكَ عبد الله وضربَ على صدرهِ قائلًا:

ــــ هذا جسد ُ رجلٍ يا صديقي، ومن المستحيلِ أن  أستسلمَ لأعدائي بسهولة ٍ، أنا  أبنُ غَزَّةَ يا محمد، وأفتخرُ بانتمائي  إلى  غزة أكثر ُ من افتخاري بأبي وحليبَ أمِّي  الطاهر.   

ــــ فليحفظكَ اللهُ يا عبد الله،  حقاً إنَّ غزةَ  لنْ تقعَ أبدا ً ونحنُ رجالها .

ــــ هيا! تعالَ معي لنحتفلَ مع بقيَّة الناس بهذه ِ المناسبةِ السعيدةِ ، فأنا أشعرُ أن  جسدي لا يريدُ  اليوم سوى الرقصَ من أجل ِ وطنهِ.  

ــــ فضحك َ محمد وضربَ عبد الله على كتفه ِ قائلا:

ــــ أنتَ تعشقُ الرقصَ من أيام ِ الجامعة ِ يا رجل،  والكلُ كان َ يعرفُ ذلك َ عنكَ. 

ــــ إذن انتظرْ وسترى ماذا سأفعل ُفي اليوم الوطني  للشعبِ الفلسطيني.

ــــ أتوقع ُ أنك َ تُحضرُ لنا أبياتًا جميلةً من الشعر، أليس َ كذلك يا صديقي؟ 

ــــ أنا شاعرٌ مبدعٌ وبالتأكيد لا يجفُ قلمي أبدا ً من كتابتي أبيات عن وطني  المقدس.  

فأمسكهُ ُ محمد من أذنهِ وقالَ له:  

ــــ هيا اصعد إلى المنصة ِ وكفاك َ كلاما أُيها  الرجل . 

ــــ حسناً، سأعْتَلِي المنصةَ حالًا لأُلْقِيَ أَبْيَاتِي.      فصعدَ عبد الله إلى  المِنَصَّة وأخذ َ الميكروفون وبقي    يقرأ ُ شعرًا  من تأليفهِ:    

     أنا ابْن ُ غزةَ لا أُهْزَم ُ أبدَا 

     فإن دخلتُ الحربَ لا أعرف ُ عددا 

     أَقتلُ أَعْدَائِي بِضَربَةٍ واحدةٍ  

     وَأُقَدِّمُهُمْ لِوَطني  كبشَ فِدَا  

     نَصَرَنِي اللهُ على أعدائهِ كما نصرَ

     من قبلي سيدَ  الكونينِ أحمدا  

ثم بقيَ الجميع يهتفوا قائلين:  

ـــــ تحيا فلسطين،  تحيا فلسطين.  

      واستمرت الاحتفالات باليوم الوطني الفلسطيني الخامس بعد هزيمة ِ إسرائيل وطردهم من بلادِ المسلمين كما تُطْرَد ُ الكلابُ.  

Font Resize