عاد لأرضه بعد غياب .. انغمست قدماه في طمي الأرض فشعر بقسوتها؛
ربما كان ذلك لفقدانها رفيق دربها وشريانها الباعث للنبض والروح .. إكسير حياتها الذي أجبرته الصراعات أن يهجر حضنها ودفء دروبها.. اختلفت رائحة الأرض فشعر بغربة .. بل والتفتت حوله ديدانها لتنال منه .. هاجمته بضراوة .. حاصرته ..
تلك الديدان التي اغتالت شبابها ونهشت واستباحت جسدها .. تلك الديدان التي طالما كان ينتزعها لينقذ الأرض ويطهرها ويعدّها خالصة لأبنائها الكادحين ..
كانت مشاعره تتأرجح ما بين التشبث بالأرض والصراع من أجلها وما بين الفرار لينجو
بنفسه مهما كانت العواقب .. حلق بجناحيه بعيداً وفوق إحدى الأشجار جلس يتأمل الأرض ..
في لحظة اتخذ قراره الحاسم؛ معتزماً العودة بجيش جديد من قبيلته التي هاجرت يأساً
ليسترد مجده ويطهر أرضه من ديدانها.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=14061