6 February, 2025

حروفُ شاعر ونزيفُ ثائر .. بقلم سمير عطية

حروف شاعر ونزيف ثائر
بقلم: سمير عطية

يقترب هذا الموسم من نهايته ، الأوراق التي على حائط الأيام مضى أغلبها وبلغة الأرقام ، ينقضي اليوم السادس والعشرون ، وكلنا ننتظر !

بعضنا ينتظر عيدا ليلهو أكثر
وآخرون ليظفروا بأطباق الطعام وهي ممدة على مائدة تنتظر المزيد ..

وآخرون …ينظرون إلى ما تبقى من ساعات الجرح وأيام الحرب لعلهم يلتقطون الأنفاس.

نحن منذ شهور نتابع حربا لم نقدم لها ما يلزم من الدموع أو الهتاف أو الثأر …
تركنا الحصان وحيدا كما قال محمود درويش ، وحين أدرك أنه وحيد حارب حتى اللانهاية وحاصرناه حتى النهاية …
صهيله الذي يجمع العنفوان والألم يختلف عن شهقات بكائنا ، هذا البكاء الذي يختفي حين نسارع إلى أطباق يملؤها الطعام ونكتفي بدعاء سريع ما يلبث أن يتحول إلى حلويات في أفواهنا …

هذا عام ليس كأعوامنا السابقة ، هذا عام ألقينا فيه كبرياءنا في غيابت الجب ، وكنا كرماء معه إذ انتظرنا سيارة تدلي بدلوها ، ولا سيارة تمر ولا دلاء تأخذ طريقها إلى أعماق الخذلان

أحاول أن أفكر لأكتب فأطلب شايا لتكون حروفي منسجمة مع الوجع ، مناسبة للنزف ! وهذا شاي لا يشبه الدماء ولو تشابه اللون فلا يوجد إلا الهذيان بين حروف شاعر ونزيف ثائر.

Font Resize