بالفحم .. فنانة فلسطينية توثق معاناة شعبها على الجدران
غزة
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة نتيجة القصف المستمر، تحاول الفنانة منة الله حمودة توثيق هذه المعاناة من خلال اللوحات الجدارية.
منة الله 21 عاماً، نزحت من المنطقة الشمالية إلى مدرسة إيواء في دير البلح وسط القطاع . ولم تستسلم للظروف الصعبة، بل قررت استخدام الفحم لتوثيق معاناة الفلسطينيين في الحرب على الجدران.
قالت حمودة: “خلال الحرب نزحت أربع مرات، وفي كل مرة كنا نتعرض للقصف وإطلاق النار، وأنا في مدرسة الإيواء هنا منذ حوالي أربعة أشهر”.
أضافت “كنت أمارس هوايتي بشكل طبيعي قبل الحرب، كان لدي مرسم ومنزل وأدوات، وحلمت أن يكون لدي مركز تدريب خاص بي، كما حلمت بإكمال دراستي الجامعية ولكن كل شيء انتهى فقد انتهت دراستي، ودُمرت جامعتي ومرسمي و وبيتي”. “لقد دُمرت آمالي ومستقبلي في هذه الحرب.”
تابعت حمودة حمودة “الاحتلال دمر أدواتي وبيتي وجامعتي، لكنهم لم يأخذوا أهم ما أملك وهو موهبتي، وانا لا أقبل أن يأخذ مني أحد هذه الموهبة”.
وقالت: “حاولت الرسم من أبسط الأشياء، فأمسكت بالفحم الذي نشعل فيه النار وبدأت برسم هذه الجداريات به كما استخدمت الطباشير الموجود في هذه المدرسة”.
وأوضحت حمودة أنها قبل الحرب كانت ترسم أشياء جميلة وظريفة مثل الأطفال والفراشات والطيور والأشياء
التي تعبر عن الأمل والمستقبل، ولكن بسبب هذه الحرب لم تعد ترسم سوى الأشلاء والركام والدمار والجثث والطائرات والدماء.
وأضافت: “كل فنان يرسم لوحة تكون لوحته عزيزة على قلبه، لكن لوحاتي مسحها المطر، لذلك لم أكن سعيدة بهذه اللوحات التي كنت أرسمها”.
واختتمت حمودة حديثها قائلة: “كنت أرسم قبل الحرب، واستمريت في الرسم خلال الحرب، وسأستمر في الرسم، ولن أستسلم، وسأتحدى كل الصعوبات”.