12 April, 2025

قصيدة يا غزة | أبوقاسم القناوي

يا غزة
==========
ياغزةَ الخير إنَّ الدَّمـع قد سُكـبا
أبكي عليكِ وأستبـكي لكِ العربا
الهـمُّ أذهــب من عيـنىَّ نومهـمـا
ليـلاً لأحصـد من جَــرَّائهِ التعـبـا
إن العـروبـة ما حـنَّـتْ لصـارخـةٍ
ولم تبادر إلى مـن جـاء مغتصِبـا
جُرمٌ كثيف على أصـداف لؤلؤتي
غطى ملامحها بل أحدث العَطبـا
إن القذائف في الأرجاء ممـطـرةٌ
كـوابلٍ لم يـدع نبـتًـا ولاحـصَـبـا
تفجـيـرُ غــزَّة أصـــواتٌ مُــدوِّيـةٌ
وصوتُ زَمْرٍ بعُربٍ محـدثٌ طـربا
أحـــرارُ غــزّةَ باتـوا في معاقلـهم
كأُسْدِ غـابٍ وأمسی غيـرهم لعِبـا
ويلبسون ثياب الضنك في شظَفٍ
وغيـرهم تـرفا قد يلبـس الذهـبـا
قدآثـروا بالوغى إقـدام جُـرأتهـم
إن كان غيـرهمـوا قد آثــر الهَـربا
قتـالهـم لم يكـن لهْـوًا ولا عـبــثـا
إن العدوَّ أبـاح العِـرض واغتصـبا
ويقتـلون الذي قد جـاء يقتلـهـم
ويضربون الذي بالبغي قد ضـربا
ونال من عفّـة الأطهــار معـتـديا
قدج
ـاء للـدار أو منهـا قداقـتـربا
كم من رضيع حريق في مواقده
ولا يــــرى حـاضــنــا أمًا له وأبـا
أُمُّ الشهيد بوجــه الطُّهـر غـادية
لتزرع البُــرَّ والزيـتــون والعنـبـا
لما رأيـت دمـاء القـــوم جـاريـةً
ظننت أنّي أرى الأنهار والسحُبـا
يا أهــل غـزة إن اللـه ناصـركـم
إذا العـروبة عنها صـرتموا غُـرَبا
الله أقرب من حبـل الوريـد لكم
إذا العـروبـة ما راعت لكم قُـربَى
دياركم معقل الأشراف من زمـنٍ
جـد النـبـىِّ بهـا أكـــرمْ بـه نسبــا
ورحلةُ الصيف في آي الكتاب بها
لِمَـيْرِ مكـةَ كـانت أرضــكم سبـبـا
والشافعـىُّ من الأشـراف مـولده
بأرض غَـزتِكـم أنعــمْ بـه حـسبــا
مابال نسل لهـم قد بات في وهن
ينأی عـن الديـن ولهـانًا ومُغـتـربا
أبنـــاءَ إسـلامـنـا باللـهِ أنشُــدكـم
هيا أعيدوا لنا المجـدَ الذي سُلبـا
طُوبَى لمستمسكٍ بالدين معتصمٍ
غـادٍ وراحٍ بـه للمـجــد منـتـصـبـا
شتَّانَ مابين من رقصوا لأُغنـيةٍ
وبين فُرسان حربٍ خِلتُهم شُهبا
شعر
أبوقاسم القناوي
Font Resize