4 December, 2023

قصيدة غزة الشام | طالب سليمان الشنتوت

غزة الشام
طالب سليمان الشنتوت
بغزة أم بالشام هذي النوازفُ
وأي أنينٍ أظهرتهُ الذوارفُ
وأي كلامٍ يرسم اليوم حالنا
وقد نثرتنا كالرمال العواصفُ
كأن بلاد الشام مابين أهلها
مريضةُ حمى تعتريها الرواجفُ
إلى أي حزنٍ أيها العُربُ ننتمي
وقد ضمنا سيلٌ من الفقد جارفُ
كأنّا من الأحزان خيطٌ و سبحةٌ
ومعتكفٌ حول الفواجع طائفُ
تجذّرَ فينا الخوف حدّ شغافنا
لتزرع فينا اليأسَ تلك المخاوفُ
تساقطت الأزهار فوق جرحنا
فلا العطرُ فواحٌ ولا الظلُّ وارفُ
ولا البدر يلقي في الليالي ضياءه
ولا الطرف تَهديه النجوم الهواتفُ
وكلُّ مكانٍ قد قصدناه بلقعٌ
و كلُّ تلاقٍ قد رجوناه زائفُ
فيا غزَّة الأحرار هذي همومنا
سيولٌ و تبديها الجراح الكواشفُ
غزانا خريفٌ فاغر الفاه جاثمٌ
لكل فصول الخير في العمر حاذفُ
رُمينا بقاع الجبِّ ظلماً وغيلةً
فهل تُرجع القتلى إلى العيش آسفُ
فكيف يَزف الياسمينُ عبيره
وكيف يفوح الزهر والجذر ناشفُ
ولكننا شعبٌ وقد هبَّ ثائراً
تجلى كآياتِ حوتها المصاحفُ
ركبنا المنايا كالجياد فأذعنت
وما كان فينا ساعة الزحف واجفُ
لنا رفقةَ الأحرارِ فيضُ مواقفٍ
وأصدقُ من فيضِ الكلامِ المواقفُ
عواصف هذا القهرِ جداً عتيةٌ
ونحن جبالٌ فلتهبَّ العواصفُ
Font Resize