صار الأمر مُلتَحِصا
ماذا ستفعلُ؟ صارَ الأمْـرُ مُلتَحِصا
والغَـدْرُ ذاكَ على إيقـاعِـهِم رقَصـا
ولسـتَ “موسى” وهُم كُـلٌّ فراعِنةٌ
والبحـرُ لُجٌّ ومظلومُونَ دونَ عَصا
بَـراءةُ الأرضِ لـمَّـتْ شَمْـلَـهـا بـدَمي
وأصبحتْ -بعدَ أن كانتْ مدًى- قَفَصا
ما ذنبُ طِفْلٍ يُحبُّ الوَردَ، تحرِمُـهُ..؟
مـاتَ الرَّبيـعُ ولَـمْ يُنبِـتْ لـهُ نَمَصـا
و نـامَ حُزنـاً، وأمٌّ ثَــمَّ ذاهِـلَـةٌ
مِنَ المَواجِعِ لم تروي لهُ القَصصا
غفـا على القَصفِ، يصحُو فيهِ مُرتَعباً …
كي يقطِفَ الحُبَّ من كُلِّ الجَنى، نَعَصا…
أندابُـهُ كَـثُـرتْ حَتَّى تَعـوَّدَهـا
فحاوَلَ العَدَّ، لكنْ.. واجفاً خَرَصا
يُسائِلُ الرِّيحَ عن أخبـارِ حارَتِـهِ
من إبرةٍ خلفَها أحلامُـهُ فَـ ـبَصا
رأى المَنائـرَ زَلَّـتْ تحتَهـا قَـدَمٌ
والدِّينُ يصبِحُ وقتَ المُبتلَىٰ مَلِصا
والبُشـرَياتُ خَـؤُونٌ قد تحيصُ عَـنِ المَرامِ،
والكرْبُ في حَـرْقِ الفُؤادِ رَصا..
سيفانِ في الغِمدِ ما قَـرَّا، فكيفَ بهم..؟
وحُلْـمُ ذي عَـرَجٍ أنْ يَمشـيَ الهَبَصى
كُمْـهٌ و بُرْصٌ ولا “عيسى” لِـيمسَحَهُم
فَـهاتِ جِلـدَكَ حتَّـى نـطـرُدَ البَرَصـا
وأنـتَ أوَّلُ مَـنْ في البـالِ يخطُـرُ لي
هلْ كُنـتَ مِـمَّنْ على أعقـابِـه نكَصـا؟!
يكفي بأنَّ طريـقَ الحـقِّ سابِلَتـي
وأنَّ قلبـي لِكُـلِّ الظَّالمِيــنَ عصى
شعر إبراهيم المقادمة