على ضوء المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة؛ والتي تمثلت في عملية السلام وجلاء قوات الاحتلال عن بعض المدن الفلسطينية وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية تشجّع المثقفين والفنانين والأدباء للنهوض نهضة جديدة وترميم ما تم تدميره من قبل الاحتلال على صعيد الإنسان- تربيته وفكره ومعتقداته بل وترفيهه أيضاً.
فعلى الصعيد الرسمي؛ أنشأت السلطة الفلسطينية عدداً من المؤسسات التي تعنى بالفن والمسرح كوزارة الثقافة التي أنتجت عدداً من الأعمال المسرحية المحترفة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب دعم الفرق، والمساهمة في تأهيل الهواة والموهوبين، وأنشأت أيضاً مسرح الطفل الفلسطيني، إضافة إلى وزارة الإعلام التي ضمت قسماً للمسرح وإعلامه، واهتمام الجامعات أيضاً بهذا المجال من خلال افتتاح أقسام خاصة للمسرح.
وعلى الصعيد الخاص؛ نشطت الكثير من الفرق والمؤسسات الأهلية العاملة في مجال الفن المسرحي، وعملت على إنتاج العديد من الأعمال المسرحية الهادفة والجادة، مثل: مسرحية “العنب الحامض”، ومسرحية “الجسر” من المسرح العالمي، وهي إنتاج مؤسسة بسمة للثقافة والفنون، وكلاهما من إخراج خليل طافش، ومسرحية “حارسة النبع” من إخراج حسين الأسمر، ومسرحية “في شي عم بصير” من إخراج إبراهيم المزين. هذا بالإضافة للنشاط الكبير والحركة المسرحية التربوية في الضفة الغربية، مثل: “مسرح القصبة”، و”مسرح السنابل”، والحكواتى وغيرهما. ورغم كل هذا الجهد، إلا أن المسرح الفلسطيني ما زال يعاني كثيراً، فهو إلى هذه اللحظة يعاني من فقدان الجمهور، إضافة إلى فقدان المؤسسة الوطنية القادرة على وضع خطة وطنية تهدف إلى تطوير المسرح الفلسطيني ورعايته.