بيت فلسطين – فايز أبو عيد
شارك “سمير عطية” مدير بيت فلسطين للثقافة يوم 14 آب/ أغسطس 2024، في برنامج “ما تبقى” الذي قدمه الإعلامي معاذ محارب على قناة تلفزيون سوريا.
جاءت مشاركة عطية في البرنامج الذي بُث مباشرة من إسطنبول، للحديث عن دور الأدب في التعامل مع القضايا العربية، إلى جانب الكاتب والروائي أيمن العتوم، والروائية ابتسام شاكوش.
نحجز مكاناً عبر التاريخ
ركز عطية في مداخلته على العلاقة بين السلطة والقلم، وكيف استطاع الأدباء والمثقفون توظيف إبداعاتهم للتعبير عن هموم الشعوب العربية وانشغالاتها. كما أشار إلى أهمية المعارض الثقافية كمنصات لتبادل الأفكار وتعزيز الحوار بين المبدعين من مختلف الدول العربية.
وفي معرض إجابته عن سؤال لماذا يبدو أن المثقف والأديب والشاعر العربي أنه عاجز عن مواكبة الأحداث، قال مدير بيت فلسطين للثقافة: إن القصص والأحداث التي يعيشها الكتب والأديب اليوم أكثر بكثير مما يستطيع أن يحيط به، مردفاً أننا نحجز من خلال كتابتنا ومشاركاتنا الأدبية والشعرية مكاناً عبر التاريخ لتكون شاهداً على ما جرى ويجري من أحداث.
مردفاً أن الأمر الأخر هو تبرئة لأنفسنا أولاً من الناحية الثقافية والأدبية والمشاركة بأضعف الإيمان من خلال المشاركة بنقل ما يحدث على أرض الواقع لتقرأه الأجيال القادمة.
مشدداً على أن الأديب يجب أن يكون له موقف من الأحداث التي تحيط به، وألا يكون منعزلاً وجدانياً وثقافياً عن هموم أمته، وما يجري لها مصائب ومآسي ومعاناة.
المأساة أكبر من كل شعراء وأدباء العرب
في حين رأى الروائي أيمن العتوم أن الواقع أكبر بكثير من الكلمات، والحرب أكبر بكثير من أن تنضم في رواية، والمأساة أكبر بكثير من كل شعراء وأدباء العرب مما قالوه ومما سيقوله، ولكننا إذا بقينا عند هذه القناعة ولم نقدم شيئاً مكتوباً فأن المأساة ستصبح من الماضي وتنسى.
مشيراً إلى أننا إذا أردنا أن نعرف أي معلومة عن أحداث حرب ما، وتاريخ منطقة معينة، فأنك ستعود لما كتب عنها، مستشهداً بحادثة تحرير صلاح الدين للمسجد الأقصى، فأننا ذهبنا لما كتبه المؤرخين والباحثين في هذا الأمر، مضيفاً أننا عندما نكتب لا يعني ذلك أننا سنحيط بالمأساة كاملة ونعبر عنها بشكل صحيح، وإنما كي نحجز لأهل غزة تضحياتهم في جزء من هذا التاريخ الذي لو جاء جيل بعد جيلنا بعد مئة عام سيجد ذلك مكتوباً في هذه السردية، فالسردية هي التي تعطي للشعوب استمرها وحياتها.
المثقف صوت الجماهير
اعتبرت الأديبة ابتسام شاكوش، أن المثقف هو بمثابة صوت الجماهير، لأنه يكتب ما يرى ويكون أميناً بما يكتب، مضيفة أن كتب التاريخ كلها مزورة، قدموا لنا أبطالاً من كرتون، بينما غفلوا بشكل متعمد ومقصود عن ذكر الأبطال الحقيقيين.
وشددت شاكوش على أن الرواية تأريخ وهي أصدق من كتب التاريخ، لأنها تتناول حياة المجتمع بتفاصيلها الدقيقة والصغيرة، فمن يريد أن يطلع على معيشة شعب ما بمأساته وملهاته وأفراحه، فليقرأ الروايات التي كتبت من قبل كتاب ذلك الشعب.
الجدير بالتنويه أن مدير بيت فلسطين للثقافة” سمير عطية” شارك في العديد من اللقاءات والبرامج التلفزيونية ففي يوم 19/12/2021 في برنامج خارج النص الذي تقدمه قناة الجزيرة القطرية، للحديث عن رواية “البحث عن وليد مسعود” التي أصدرها الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا عام 1987.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=11005