20 October, 2024

من هنا وهناك”.. شِعرٌ ورسمٌ وكتابٌ ما بين فلسطين وتونس

ناريمان شقورة:

لوحاتٌ مختلفةٌ حملتْ تأويلات واضحةً، وأخرى تُرِكَت لكلِ عينٍ مساحة كي تفسرها كما يحلو لها، فليس على الفن إلزامية الشرح، بالإضافة إلى إطلاق كتاب نصوص نثرية عنوانه “أعيشُكِ عكّا” للكاتبة وسام خلايلة، وغير ذلك في أمسية احتضنتها قاعة الجليل في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، مؤخراً، ونظَّمتها جمعية الأخوة الفلسطينية التونسية معرضاً يحمل عنوان “من هنا وهناك”.

وفي هذه الأمسية الثقافية قدَّم مجموعة من الشعراء الفلسطينيين من مختلف البقاع الجغرافية بعضاً من أشعارهم، ومنهم: سامي مهنا، والشاعرة والإعلامية التونسية المقيمة في فلسطين كوثر الزين، وآمال قزل من المغار، قضاء الجليل الأسفل.

وعرَّج أحمد مجدلاني الرئيس التنفيذي للجمعية على أهمية الثقافة الفلسطينية بشكل خاص، والثقافة بشكل عام، مؤكداً أن الثقافة والأدب هما من أعادا البوصلة إلى فلسطين وقضيتها بعد نكبة 1948، وهما من أحييا الهوية الفلسطينية، وتحديداً شعراء الداخل الفلسطيني، مثل: إيميل توما، وإيميل حبيبي، وتوفيق زياد، والذين ربطوا الأدب والشعر بالهوية الفلسطينية، على حدِّ وصْفِه.

وفي كلمته أشار رأفت العجرمي أنه، وبعد مرور اثنين وعشرين عاماً على تأسيس الجمعية، أحبَّت الجمعية توديع العام بحصاد لأنشطة ثقافية وسياسية أدَّتها في ذلك العام.

ودعا من موقِعِه إلى الاهتمام بالشأن الثقافي مؤكداً أن أيّ حركة وطنية دون مشروع ثقافيّ تؤسس عليه هويتها وثقافتها ستكون خواءً، لافتاً بذات الوقت إلى أن الثورة والحركة الوطنية الفلسطينية غنيتان بامتلاكهما إرثاً ثقافياً كبيراً، ومن أبرز رموزهما محمود درويش.

أما الكاتبة وسام خلايلة، صاحبة كتاب “أعيشُكِ عكّا”، فقد أكَّدت أن لقصتها أبطالاً ثلاثة هم سور وبحر وشمس، مشيرةً إلى أنها عرفت مدى حبها لمدينتها عكّا عندما تزوَّجت وانتقلت للعيش في قرية جبلية، مستشهدةً بما قاله درويش عنها بأنها “أجمل المدن القديمة، وأقدم المدن الجميلة”.

ومما قالته في كلمتها “أبتعد فأجدني أبحث عمّا يُشبه مدينتي، عن صباح معبَّق بعرق اليادن، وعن زوارب بين أغصان شجرةٍ أعيتْ شعاع الشمس في الولوج، أو تنكة زيت معدنية أزهرت ورداً وفاح شذاها نعناعاً وميرامية. كل نهر أراه بحراً، وكل شاطئ أراه طفولتي، وكل الأسوار حصار إلا سورك يا مدينتي.. هو بابٌ للشمس والبحر”.

وأشارت خلايلة لـ “منصة الاستقلال الثقافية” أنها معلِّمة لغة عربية ومحاضرة مدربة لمعلمات في ذات المجال، وهي متزوجة من الكاتب والمسرحي إبراهيم خلايلة، والذي من بين أعماله “أساطير الإنس والجان في دولة برهان الزمان”، ومسرحيتا “راس عروس” و”ممثل انتحاري”، مشيرة إلى أنها من كانت تدقق أعماله لغوياً، وهو ما شدَّها للكتابة، وإلى أن أي كتابات مستقبلية لها لن تخرج عن حدود مدينة عكا، لافتة إلى أن كتابها يضم نصوصاً نثرية وبعض الخواطر، وكلها تدور حول المدينة، حول السكان والأديان والعلاقات الاجتماعية والعمل والصيد والطقس ورائحة البحر والسياح.

ومن الطرائف المجتمعية في عكّا، كما أشارت خلايلة، أن العكّيّين عندما يتخطّون أسوار عكّا إنما يحلفون بغربتهم قائلين “وحياة غربتي”، وذلك من شدة تعلقهم بالمدينة.

وفي جولة سريعة داخل “أعيشُكِ عكّا” الصادر عن الرعاة للدراسات والنشر وجسور للتوزيع والنشر، تجد عنواين تشدك وتصطحبك إلى روايات ويوميات داخل عكّا، مثل “خبز عربي/خبز إفرنجي”، و”زاروب العتمة”، و”ديمقراطية ببث مباشر”، و”كراوية عكّيّة”، و”أبونا مدير”، و”وعد قطعه لها أن يعبرا البحر”، و”لقاء الجيرة”، و”استسلام حماتي”، و”سكون السبت”، و”شارع الغربي”.

وفيما يخص معرض الفن التشكيلي، أكَّدت الفنانة أحلام الفقيه وتشارك بثلاث، عبر “منصة الاستقلال الثقافية”، أن مشاركتها في معرض تنظِّمه جميعة الأخوة الفلسطينية التونسية هي المشاركة الخامسة والتي تعني لها الكثير، لخصوصيّة تونس في قلوب الفلسطينيين، مشيرةً أن لها مدرسة خاصة في الفن التشكيلي تتبعها.

وأكدت أن اللوحة الفنية تشد البعض وقد لا تعني شيئاً للبعض الآخر، لافتةً أنه في الفن لا يمكن للرسّام شرح لوحاته، فهي مفتوحة للتفسيرات حسب رؤية الأشخاص ومشاعرهم التي تحرِّكهم تجاهها.

المصدر: منصة الاستقلال الثقافية 

رابط مختصر|| https://palfcul.org/?p=6245

Font Resize