أيمن فضيلات
بين رواية وكتاب وديوان شعري وندوة ثقافية أو معرفية يتجول رواد معرض عمّان الدولي للكتاب في بحر من المعرفة والثقافة المترامي الأطراف، ويشكل المعرض في دورته الـ21 منصة ثقافية عربية تجمع عشاق القراءة بالكتب والكُتّاب، ومؤتمر ثقافي يجمع أطراف صناع النشر في العالم العربي.
المعرض -الذي افتتحت أعماله وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار الخميس الماضي ويستمر حتى العاشر من سبتمبر/أيلول الحالي- شهد زخما وتنوعا بالحضور، وجال في أروقة المعرض -التي أطلقت عليها رواق القدس، ورواق عمّان، ورواق الكويت- عشاق الكتاب ومحبو القراءة.
ويشارك في المعرض -الذي حافظ على شعار “القدس عاصمة فلسطين”- نحو 400 دار نشر محلية وعربية ودولية، سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة، من بينها: مصر، والسعودية، والكويت، والإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وتونس، والمغرب، وتركيا، وبريطانيا، وإيطاليا، والصين، إضافة إلى الأردن.
شخصية المعرض الأديب وليد سيف
واختارت إدارة المعرض الأديب والكاتب الأردني وليد سيف شخصية المعرض الثقافية، وذلك “احتفاء بما قدمه من أعمال أدبية ودرامية متميزة، وتتويجا لمسيرته الأدبية والإبداعية التي تميزت بالعمل الدؤوب والجهد المتواصل”، وفق جبر أبو فارس مدير المعرض رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين.
وقال أبو فارس للجزيرة نت إن المعرض يحتفي بالأديب وليد سيف تقديرا لجهده بتوظيف التراث العربي في أعمال ترتقي بالذائقة، وتقديم أعمال تسجل الواقع وتحولاته، وتنقد اختلالاته وفق رؤية ودراية بأدوات منهجية طورها للوصول إلى جمهوره بصورة مبسطة وواضحة.
ويتضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمّان للكتاب ندوة خاصة عن الدكتور سيف تلقي الضوء على هذه التجربة الغنية والرائدة لهذا المفكر التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال الدراما التلفزيونية والشعر والترجمة والمسرح والبحث العلمي بمشاركة عدد من النقاد والأدباء والأكاديميين.
زخم بالبرنامج الثقافي
وبحسب أبو فارس، يشهد معرض الكتاب في هذه الدورة “توسعا وزخما ببرنامج ثقافي متنوع بين الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والمسابقات والقراءات القصصية والعروض المسرحية لليافعين”.
واستهل المعرض أولى ندواته بقراءة للمشهد الثقافي العربي شارك فيها وزيرا الثقافة الأردني هيفاء النجار والفلسطيني عاطف أبو سيف.
ويرى الوزير الفلسطيني أبو سيف في الندوة أن العرب “مقصرون في تقديم الثقافة العربية بشكل جمعي ضمن مشروع عربي متكامل”، مما دفع بالكتاب العربي لأن يكون “خارج صناعة الكتب العالمية”.
ويؤكد أبو سيف على أهمية دفع الثقافة العربية لتشكل جزءا من الوعي العالمي في ظل تراجع حضارة العرب وحضورهم العالمي، وذلك عبر التركيز على تقديم النتاج الثقافي العربي كمشروع عربي حقيقي، وتقديم الكتاب بوصفه إنجازا بشريا، وتقديم الثقافة العربية بوصفها نموذجا يحتذى به لتعزيز حالة التكامل.
بدورها، تحدثت النجار عن صناعة الثقافة العربية، وكيفية تحديد المشروع الثقافي العربي، ودور المفكر في صنع القرار إعلاميا وسياسيا واقتصاديا، مضيفة أن المشهدية الثقافية كانت تشاركية وتكاملية بين الشاعر والسياسي والرسام وأهل الثقافة ككل.
وأشارت إلى أنه بغياب الفكر والنقد والشعر لم يجعل من المعلم محاورا أو فيلسوفا، كما أن احتلال فلسطين وتقسيم العالم العربي جاءا بتأثيرات سلبية على المشهد الثقافي العربي، ولم تعد هناك منهجية للعلم والبحث، وبالتالي تراجعت الثقافة.
شيرين أبو عاقلة واغتيال الكلمة
وتقيم إدارة المعرض ندوة ثقافية اليوم الأحد بعنوان “الإعلام في مواجهة الرصاصة” يتحدث فيها مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين وليد العمري ووزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة.
وتسلط الندوة الضوء على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة الكلمة في فلسطين ودول أخرى، في محاولة لإسكات الصحفيين وعدم نشر الحقيقة وإرهاب الإعلاميين، وفق المنظمين.
ونظمت ندوة ثقافية الخميس الماضي بعنوان “مجلة العربي ودورها في صياغة المشهد الثقافي العربي” تناول فيها رئيس تحرير المجلة إبراهيم المليفي الخط التحريري المستقل للمجلة، وتناولها قضايا الحق العربي، وأولاها القضية الفلسطينية كقضية مركزية، وتعرف المجلة بتغطية كافة البلدان العربية على صفحاتها.
القدس في عيون الكويت
وتحل الكويت في هذه الدورة ضيفة شرف على المعرض، وتنظم غدا الاثنين ندوة ثقافية بعنوان “القدس في عيون الكويت” تتناول حضور القضية الفلسطينية في الرواية الكويتية، وبريد الكويت وفلسطين، ومعرض صور وطوابع يحمل اسم فلسطين، ويتحدث في الندوة الناشر الكويتي فهد الهندال والباحث الكويتي عيسى دشتي.
ويتضمن برنامج الندوات ندوة ثقافية بعنوان “القدس والوصاية الهاشمية” يتحدث فيها وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة والأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان والنائب محمد الظهراوي، تتبعها ندوة بعنوان “فلسطين في القصة القصيرة الأردنية” بمشاركة الدكتور محمد عبيد الله والدكتورة مريم جبر والكاتب مفلح العدوان والقاصة سوار الصبيحي.
وهناك ندوة بعنوان “الرواية في السينما العربية.. الأردن وفلسطين والعراق أنموذجا” يتحدث فيها النقاد عدنان مدانات من الأردن ويوسف الشايب من فلسطين وكوثر جبارة من العراق.
وخصصت إدارة المعرض ندوة ثقافية بعنوان “عرار رمزا للثقافة العربية 2022″، وعرار هو الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل ويعتبر من رواد الحركة الثقافية بالأردن، ويتحدث في الندوة الأدباء صلاح جرار وعمر الفجاوي ونبيل حداد.
ولم يغب مشهد الإصلاح السياسي في الأردن وما يواجهه من تحديات عن برنامج الندوات، إذ يستعرض رئيس الوزراء الأردني الأسبق سمير الرفاعي -في ندوة ثقافية بعد غد الثلاثاء بعنوان “الإصلاح السياسي”- وبمشاركة أمين عام وزارة التنمية السياسية والبرلمانية علي الخوالدة التعديلات الدستورية وتحديث منظومة تشريعات الإصلاح السياسي.
الأطفال والخطاطون وذوو الإعاقة
وخصصت إدارة المعرض ولأول مرة في هذه الدورة قاعة مستقلة لنشاطات الأطفال تضم دورا للنشر محليا وعربيا، وقاعة لنشاطات الأطفال منفصلة عن المعرض وتحظى باستقلالية وتضم مسرحا وقاعات للرسم والقراءة وألعابا تعليمية.
وخصص المعرض ركنا لجمعية “لونها بالأمل”، وهي جمعية تعنى بتعليم فنون الرسم للأطفال من مصابي التوحد ومتلازمة داون وذوي الإعاقة السمعية والحركية، ومرضى السرطان، إضافة إلى كبار السن في بيوت المسنين.