أقيمت على هامش معرض عمان الدولي للكتاب ندوة حول “فلسطين في القصة القصيرة الأردنية” تحدث فيها محمد عبيد الله مريم جبر ومفلح العدوان وسوار الصبيحي، وقدمها محمد جميل خضر، الذي أشار إلى أن لكل قاص أردني فلسطينه الخاصة به.
وقال خضر: “قد تكون فلسطين قصة الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، وقد تكون بطولات الجيش الأردني عند عتبات القدس وحول أسوارها هي فلسطين، وقد تكون مذبحة كفر قاسم، أو بطولات قرية فلسطينية في مواجهة العصابات الصهيونية، وقد تكون فلسطين في قصة من تلك القصص تصور فرحة الناس بالانتفاضة، وما عقد من آمال عليها”.
وأضاف: قد تحضر فلسطين في قصة من خلال تعرية بشاعة العمالة، وفي قصة أخرى عبر تصوير أجواء المخيم، وهلم جرا. لكن المهم أيضا أن فلسطين هي عنوان وحدة، وقصصها، والقصص حولها، قاسم مشترك أعظم عند معظم كتاب القصة القصيرة في الأردن.
وفي شهادتها الأدبية، أشارت الصبيحي الى أن الكاتب هو ابن بيئته، وحين يتعلق الأمر بفلسطين، تغدو البيئة مساحة مشتركة تجمع وتوحد المبدعين بقضيتها التي تسكن قلب كل حر منهم.
وقالت: في شوارع فلسطين مئات القصص القصيرة كل يوم، تلك التي تستحق أن تروى وأن تصل إلى العالم.
بدوره، قال الدكتور محمد عبيدالله: ان فلسطين بكل ما تحمله الكلمة من قدسية، ومن كثافة حاضرة في حياتنا وفي أدبنا، وهي أم القضايا، وأحداث قضيتها، يمس حياتنا جميعا.
وأضاف: فلسطين هي قضية دينية قومية وطنية كبرى، تفاعل معها المبدع العربي بصور تشخيصية، لأسباب جغرافية وإنسانية، والمبدع الأردني تبنى هذه القضية، وما زال يعدها قضيته الأولى المفصلية، باعتبارها مثالا حيا على قوة التفاعل والتنازل المتميز.
وفي شهادتها الأدبية التي حملت عنوان: “حضور فلسطين في تشكيل ثورة المرأة في القصة القصيرة في الأردن في مرحلة ما بعد النكبة”، تقول الدكتورة مريم جبر: إن المرأة تلقت النكبات المتتالية وتبعاتها إلى جانب الرجل، وتشردت وتعرضت للتعذيب في سجون الاحتلال، مما عزز الروح الثورية لديها، فتطوعت في صفوف المقاتلين، وانخرطت في الأعمال الفدائية، كما أسهمت في التوجيه العقائدي، وفي رعاية أسر الشهداء وتكوين الكوادر النضالية والفدائية.
وتوضح أن كل ما سبق لم ينعكس كله بوضوح في الأعمال القصصية الصادرة في الأردن، التي واكبت تلك المرحلة وأعقبتها، بقدر ما عكست تلك الأعمال نظرة المجتمع والرجل الشرقي بشكل خاص، تحاور المرأة دون تمييز المرأة المناضلة عن غيرها من النماذج الاجتماعية المختلفة.
من جهته قال الأديب مفلح العدوان: إن من الصعوبة الحديث عن فلسطين، في كل مرة يأتي وقت الحديث عن البلد المحتل.
واضاف العدوان: “أصعب شيء ألا تكون ابن مخيم وأغلب أصدقائك فلسطينيون”.
وتطرق العدوان إلى سياق كتاب جيل التسعينيات الذين كتبوا عن فلسطين في القصة القصيرة، مطالبا بألا نخرج هذا الجيل عن السياق سياسيا الذي كان ماثلا وقتها.
وبين أن فلسطين حاضرة في كل الأعمال القصصية التي ميزتها تلك الفترة من الزمن، وعلينا ألا نعزل القصة عن الإطار السياسي، لافتا الى أنه: “في فترة التسعينيات، كان الكل يتحدث عن فلسطين وهو في حالة من الضياع، وسط حالة من الإرباك الذي عم الجميع”.
المصدر: الحياة الجديدة
رابط محتصر|| https://palfcul.org/?p=5502