كتبت بديعة زيدان:
حققت فلسطين جوائز بالجملة في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، وفق ما أعلنت لجان تحكيم المهرجان، في حفل اختتامه الذي احتضنه المسرح الرئيسي بالقصر الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان، مساء أول من أمس.
وفاز فيلم “شجرة فادية” الفلسطيني البريطاني للمخرجة سارة بيدنغتون بجائزة “ريشة كرامة” لأفضل فيلم وثائقي، وهو الفيلم الذي يروي حكاية اللاجئة الفلسطينية فادية لوباني في مخيم برج البراجنة بلبنان، وكيف التقت مصادفة بالمخرجة سارة، وحدّثتها عن شجرة التوت المعمرة بجانب منزل جدها في قرية “سعسع” الفلسطينية المهجرة، لتستمر رحلة الاثنتين بحثاً عنها خمسة عشر عاماً، منذ اللقاء الأول في العام 2005 وحتى خروج الفيلم إلى المهرجانات في العام 2020.
كما فاز فيلم “ليل” للمخرج الفلسطيني أحمد صالح، بجائزة “ريشة كرامة” لأفضل فيلم تحريكي في الدورة الثانية عشرة للمهرجان.. ويروي الفيلم قصة أم فقدت ابنها في مدينة محطمة، بحيث تبقي عينها مفتوحة فيحاول الليل خداعها لتنام، وبهذا ينقذ روحها القلقة، بحيث يسلط الضوء عبر تقنية الرسوم المتحركة على ضحايا الحروب عامة ومعاناتهم، وضحايا جرائم الاحتلال في فلسطين على وجه الخصوص، وإن بشكل غير مباشر.
وفي ذات الإطار، حصل فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخر الدين، وهو مرشح فلسطين للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم دولي غير ناطق بالإنكليزية، على جائزة “ريشة أنهار” كأفضل فيلم عربي حقوقي في المهرجان، وهو فيلم فلسطيني سوري يصور حياة طبيب يائس في “مجدل شمس” في الجولان السوري المحتل، تنقلب حياته رأساً على عقب بعد أن يقابل رجلاً أُصيب في الحرب السورية، وهو الفيلم الذي فاز قبل أيام بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وكان فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري فاز بجائزة “ريشة كرامة” لأفضل فيلم روائي طويل، وهو الفيلم الذي سبق أن حاز على العديد من الجوائز العربية والعالمية، آخرها جائزة أفضل فيلم روائي عربي في مهرجان الجونة السينمائي.
ويروي فيلم “ريش”، الذي أثار حالة من الجدل عند عرضه في مصر، حكاية أم تكرّس حياتها لرعاية أطفالها عقب تحوّل زوجها إلى دجاجة بسبب انحراف خدعة سحرية عن مقصدها.
أما جائزة “ريشة كرامة” لأفضل فيلم قصير، فذهبت للفيلم الهولندي “كوكو” للمخرج يورغان شولتنز، ويروي قصة رجل يعيش داخل ساعة الوقواق ويتمثل عمله بإيقاظ سيدة عجوز على رأس كل ساعة لتناول الدواء.
واختتم “كرامة” فعالياته في المركز الثقافي الملكي بعد ثمانية أيام من العروض السينمائية المتنوعة التي شملت 53 فيلماً من 28 دولة تنوعت ما بين أفلام روائية ووثائقية وتحريكيّة عالمية وعربية.
وقالت مديرة مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان المخرجة سوسن دروزة، في حفل الختام: شكلت عروض أفلام مهرجان كرامة فرصة مهمة لمشاهدة مهنية وغير متاحة في صالات العرض والمنصات المستجدة.. أجدني اليوم ملزمة للإشارة إلى أن خيارات وزخم الأعمال السينمائية العربية والعالمية في مهرجان لأفلام حقوق الإنسان ليست للترفيه والتسلية، إنما هي خيارات لتوجهات سينمائية تسعى إلى تشخيص الواقع والنظر في المرآة، لنقف أمام الحقائق الصادمة.
ولفت المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب إلى أنه مع هذه الدورة، وبعد مرور 12 عاماً من عمر المهرجان، يكون مهرجان كرامة قدم أكثر من ٩٠٠ فيلم تحريكي وقصير ووثائقي وروائي من شتى بقاع الأرض.
وختم الخطيب: “كرامة” لا يمثّل منصة فقط للعروض السينمائية، بل أيضاً لمشاريع مستدامة تهدف إلى تعزيز ثقافة السينما في القضايا الحقوقية.
الرابط المختصر || https://palfcul.org/?p=3214