6 February, 2025

(ضياء) قصيدة للشاعر عبد الرزاق حسين

توهَّمَت اليدُ الآثمة أَنَّها باغتيال شباب فلسطين في مأمن، فجاء فِعْلُ ضياء ليبدِّدَ أوهامها ، وينتقم للشهداء ، فإلى ضياء حمارشة ورفاقه الأبرار، في يوم استشهاده بعد عملية تل أبيب يوم الثلاثاء 29/ 3/ 2022م  أُهدي هذا النشيد .
ضِياءٌ أَشْعَلَ الدُّنيا ضِياءً = وَمِنْ عينيهِ نورُ الفجرِ ضاءَ
فغابَ البدرُ في طيَّاتِ غيمٍ = وأَخجلَ مِنْ وَضاءَتِهِ ذُكاءَ
وجاءَ ضِياءُ مثلَ الَّليْثِ عَدْوًا = لِأَرْضِ بِلادِهِ يَمْضي فِداءَ
فَفي جَنْبَيْهِ إِعْصارٌ يُدَوِّي = وَمِنْ عَيْنَيْهِ بُركانٌ أَفاءَ
وفي زِنْدَيْهِ حَطَّمَ كُلَّ قَيْدٍ = وَمِنْ زِنْدَيْهِ سالَ الصَّخْرُ ماءَ
فهبَّتْ مِنْ نَسائِمِهِ بَرودٌ = فأَشْفَتْ مِنْ صُدورِ القومِ داءَ
بِقَلْبٍ قُدَّ مِنْ صَخْرٍ وَفَخْرٍ = وعزْمٍ مِنْ صَميمِ المجدِ جاءَ
عَلَوْتَ ضِياءُ سورًا قدْ بَنَوْهُ = وأَعْلوهُ فما أَجْدوا وِقاءَ

كَما آطامُهُمْ خرَّتْ لِعَهْدٍ = كذاكَ حُصونُهُمْ صارتْ هباءَ
فلا حِصْنٌ يحَصِّنُهُمْ حَصينٌ = ولا أَمْنٌ يُدَثِّرُهُمْ رِداءَ
عَلَوْتَهُمُ بسيفِ الحقِّ تَرْجو= شَهادةَ مُهْتَدٍ واللهُ شاءَ
أَساءَ يَهودُ رَدَّ الفِعْلِ مِنْكُمْ = لِوَجْهِ يهودَ مِنْكَ الفعْلُ ساءَ
فَسُئْتَ وجوهَهُم فزعًا وخوفاً = فَكُلٌّ هاربٌ يَرْجو نَجاءَ
وَشاءُوا أَنْ يَسوقونا عَبيدًا = فسُقْتَهُمُ بِسوقِ بُراكَ* شاءَ
وظنُّوا أَنَّكُمْ خُنْتُمْ وبِعْتُم = فخيبْتُمْ ظنونًا والرَّجاءَ
وَشاءُوا مِنْكُمُ خَوْفًا وَجُبْنًا = وَشِئْتُمْ أَنْ تَكونوا الأَوْفياءَ
لِتَطُهُرَ أَرْضُنا مِنْ رِجْسِ جِنْسٍ = غَدَوا لِلأَرْضِ داءً بلْ وباءَ
مآذنُ يَعْبَدٍ صَدَحَتْ بِلَحْنٍ = أَفاضَ الأَرْضَ مِنْهُ والسَّماءَ
على طولِ البِلادِ صَداهُ يَسْري = وَعِبْقُ أَريجهِ مَلأَ الفَضاءَ
شَفيْتَ صُدورَنا فَقُلوبُ قَوْمي = وأَلْسِنَةٌ تَلِجُّ لَكُمْ دُعاءَ
جَزاكَ اللهُ عنَّا كُلَّ خيرٍ = وَرَبُّ الكَوْنِ يوفيكَ الجزاءَ
* بني براك ضاحية من ضواحي تل أبيب ، والشاء جمع شاة أي الغَنَم .

الرابط المختصر||https://palfcul.org/?p=4214

Font Resize