9 October, 2024

رسائل كامل شياع في المنفى وعن المنفى

يصدر قريباً عن دار «المدى» كتاب «دفتر المنفى بين النزل والبيت»، وهو يضم الرسائل التي بعثها الكاتب الراحل كامل شياع، الذي اغتيل عام 2008 على يد مسلحين ما زالوا مجهولين لحد الآن!، إلى أخيه الناقد السينمائي فيصل عبد الله، الذي أعد وكتب مقدمة للرسائل، التي هي على «شكل يوميات لقاموس المنفى، أو هي أقرب إلى نصوص المذكرات الشخصية المبكرة».
من المقدمة: «أعادت إلي هذه الرسائل- النصوص، وأنا أوشك أن أدفع بها للنشر، فصولاً حياتية تقاسمت غالبية وقائعها مع كاتبها الملهم الأستاذ والمفكر التنويري كامل شياع (1954 – 2008) وحين أستعيدها اليوم، أجدني أتعثَّر بكمٍّ هائل من الذكريات مع شقيق الروح، إن كان في شطرها الأول الذي قارب ربع قرن من الزمن، في أرض الوطن، أو مثل عدد سنواتها تقريباً في الأرض الغريبة المسماة (المنفى). والشطر الثاني هو ما تتوقف عنده هذه النصوص البليغة، إذ إنها كُتبت في المنفى وعن المنفى. وهو ما حرصت على توثيقه وحمله معي أينما حللت، وقد مثل لي في حقيقته زوادة معرفية ودليل مسار في رحلتنا الغريبة».
وبين الرحيل الاضطراري عن الوطن الأول والعودة إليه، تراكمت أوراق هذا الدفتر على شكل سيرة يوميات لقاموس المنفى، أو هي أقرب إلى نصوص المذكرات الشخصية المبكرة، كما يصفها صاحبها. فحين تتقطع بك سبل التواصل الحميم مع أبناء الوطن، من أهل وأصدقاء، وأنت مشدود إلى قدرك المجهول، وما يرافق ذلك من بخل الحياة الجديدة؛ لا يبقى للمنفي سوى كلمات يتبادلها مع أقرانه عن بعد في تيه فرض إلزامات وشروط حياتية لم نكن نحسن بعد تدبر الكثير من أبجدياتها. ولعل ما تبادلناه نحن الأصدقاء من رسائل بوح، وقتها، هو في حقيقته تعويض، أقرب إلى المسكنات، لمرارات لم تبق على سطح لسان المنفي ولا في سريرة قلبه بشرى ترقص لها الروح أو مزحة تعيد له الارتباط بتلقائية حياة العائلة- الوطن.
«على شكل رسائل منتظمة، ومن مدن غالبيتها أوروبية، كانت تصلني هذه النصوص حاملة معها خلاصات قراءات فكرية غزيرة وتأملات عميقة لحالنا في أرض المنافي الواسعة أو لأحوال الوطن الأول ومصائر أبنائه، فضلاً عن أخبار ذلك الشاب المرهف الشخصية، وكانت أقساها علي تلك المرسلة من باريس بعد أن جرَّب حظوظه في آيرلندا وبريطانيا وعاد يشدو وهو يردد قصيدة الشاعر اليوناني-الإسكندراني قسطنطين كافافي الشجية (أيثاكا)».

المصدر: الشرق الأوسط 

رابط مختصر|| https://palfcul.org/?p=6300

Font Resize