حوار – الفنانة والكاتبة راما رامي
تميزت الكاتبة الفلسطينية المقدسية بإحساسها المرهف جدا ومشاعرها النقية المرهفة الوجدان والوطنية حد إنتماء الروح بالأرض ولا يمكن الفصل بينها وبين أرض أجدادها ..
لتدخلنا في ميدان الكلمة الراقية وبوتقة الجمال والإبداع والعاطفة المتدفقة والإحساس العميق بالمسؤولية مستخدمة إسلوبا سهلا ممتعا بسيطا يصل لكل عاشق وقارىء ،لا يخلو من الشاعرية والفلسفة العميقة الصادقة والبلاغة الراقية الجميلة .
أهلا ومرحبا بك شاعرتنا وأديبتنا الرقيقة .
السؤال 1/ عرفينا من هي الشاعرة والفنانة التشكيلية سوسنة بنت المهجر.. يسرى الرفاعي.؟! وماذا تعني لك الكتابة ؟!
شاعرة وأديبة وفنانة تشكيلية مقدسية فلسطينية الجذور أردنية الجنسية..شاعرة تحدت كل الظروف والأشياء الصعبة وترجمت كل مشاعرها وأحاسيسها بشكل فلسفي عميق محاولة منها ترك بصمة نسائية في عالم الشعر والأدب لتصل إلى أعلى مستويات الرقي والإبداع ،فتمحورت مواضيع قصائدها حول الأنتماء للوطن وقهر الغربة فنسجت من حروفها وشاحا دافئا للوجدان والأنسان وقضاياه والشهداء اللذين ضحوا بدماءهم من أجل الوطن والحرية ،والأسرى القابعين خلف قضبان الظلم والطغيان، وقضايا المرأة والحدث اليومي وما يدور على الساحة العامة ..
لمع نجمها في الأونة الآخيرة شاعرة وكاتبة تتقن العزف على جميع أوتارالأبجدية وفنانة تشكيلية تتقن فن الرسم والنقش بريشتها وألوانها ما يجول في خاطرها ويتمحور من طبيعة وتضاريس وواقع بكل ما يحتويه.. كما أتقنت شتى أنواع الفنون من تطريزوتصميم تراثي فلسطيني وأعمال الكروشية وأعمال الرسم على الزجاج والقماش وصناعة الورود وزخرفة الفخار قدمت الكثير من الأعمال الهادفة.
أما بالنسبة للعلاقة بين الفن والشعرفهناك علاقة وثيقة وطيدة ومتكاملة ،فلا تستغربي لو قلت لك أن الشعرعبارة عن أبجدية متناغمة على إيقاع موسيقى تسرالأذن حين تسمعها فتسعد الروح وتبهجها ..
وكذلك الفن التشكيلي لا يمكن فصله عن باقي الفنون بشتى أنواعها ولا فصله عن الشعر فكلاهما يكمل الآخر كمن يؤلف سيمفونية بهيجة تسر النظر بألوانها وأنغامها فلا تستغربي من كثرة الألوان وتمازجها فكأنها أوتار موسيقية تعزفين عليها أجمل الآلحان بوفاء ونبض صادق كالشعر تماما حين تقولي كلمات متطابقة في اللحن والنغمة كأنها موسيقى تعزف على روحك بصدق نبضك ووفاء قلبك لقلمك ووفاءك لصدق مشاعرك لتخرج للقارىء بحلة تليق بهم وبك .. فكل لوحة يقدمها الفنان هي عبارة عن قصة وواقع لآمه تعبر عن المه وفرحه وما يحدث حولك .
فوجب على الفنان أن يحرص دائما على الأتقان والإبتكار في فنه وعمله لآنه بمثابة رسالة ونهضة للأمة فالفن التشكيلي معلم لنهضة الأمم والشعوب بحد ذاته.. فدائما أشتغل على نفسي وأطورمنها في مجال الفنون بكل أنواعها لأكون فنانة حرة طليقة أتجول بين ألواني ومواضيعي فأي عمل أقوم به هو بمثابة بصمة لي في عالم الفنون بشكل عام .السؤال 3/ أينَ تجدينَ نفسَكِ أكثر في النثر والشعر الحر أم الشِّعر الموزون والمقفى.. ولماذا؟ وما هيَ المواضيعُ والقضايا التي تعالجينهَا في كتاباتِكَ ؟؟
حقيقة حينما أكتب لا أحتار كثيرا أي أنواع الشعر أكتب لآنها تكون المفردات قد ظهرت على فم الفجر وشفاه الروح من فكر متزاحم بالكثير من الروؤى ولغتنا الجميلة ، فلا أتقيد بأنماط وأصناف الأدب نهائيا .. فقط علي أن أكون هيأت روحي وفكري أكثرمع فنجان قهوتي لتظهر للنورالفكرة بشكل شعر أو نثر أو خاطرة أو مقالة توصل بشكلها الصحيح وتخدم الهدف المنشود.. ولكن الشعر في معظم الأحيان يكتبنا قصيدة لتحلق بحرية مع طيور الفجر سواء نثرا أو فصحى ..
وبالنسبة للمواضيع والقضايا التي أقدمها وأعالجها من خلال كتاباتي :
قضية وطني أهم القضايا العربية والعالمية .. فالشعب الفلسطيني شعب مقهور من إحتلال غاصب وحكومات متبجحة بحقنا يحتفون بإنسانيتهم وقلوبنا مقهورة تعاني القهر والظلم والحصار من القريب والبعيد والإحتلال الغاشم .. أهلنا في السجون محكوم عليهم بعشرات المؤبدات أسرانا تموت في السجون بدون علاجات وبدون أهتمام وبدون أدنى غطاء إعلامي يظهر العدو وغطرسته وقهره لهم داخل السجون ..
وقهر المرأة في بقاع الأرض أكتب لآخواتي المرابطات في ساحات الأقصى لأنسانيتهن وشجاعتهن وصمودهن الذي أرعب الصهاينة .. أكتب لأقصانا ومآذنه التي بحت حنجرته من مناجاة الجيوش العربية لنصرته ودحرالأعداء الذين دنسوا حرماته وعاثوا به فسادا ..أكتب لأشجار الزيتون الصامدة التي لم تفقد ظلها ولم تكسرعزيمتها أمام غطرسة الأحتلال رغم اجتثاث جذورها ما زالت تعطي الأمل لمن فقد الأمل أكتب لحمائم السلام التي لم تمل حمل غصن الزيتون رمز السلام ..أكتب لآطفال الحجارة اللذين برهنوا أن الطفل منهم عن ألف رجل من أشباه الرجال في هذا الزمن المر ..
وبالتالي أنا كأي شاعرة أوشاعر أكتب قصيدة الحب الوجداني العذري فالحب جزء من إنسانيتنا ولا تناقض بين ما أكتبه للوطن وبين ما أكتبه للروح والنفس البشرية فكلها تصب في قالب الأنسانية والسلام والمحبة بكل ما في هذه الكلمات من قيم الإخاء والمحبة والتضامن الفعلي لجعل عالمنا أجمل وأنقى وأرقى ليليق بالقلوب البريئة النقية الطاهرة .السؤال 4/ قالوا وما زالوا يقولون بأنَّ الإبداع الفكري والفنَّ لكل أطيافه واشكاله وليدُ المعاناة، تؤثركثيرا بالمبدع ، وتصقل موهبتهِ، وتساعد على تفجير طاقاتهِ الإبداعيَّة الفكرية والفنية، ووصولهِ إلى مرحلة التألّق.. إلى أن يصاب بعضهم بالغرور ماذا تقولينَ في هذا؟
الإبداع الفكري أو الفني عبارة عن طاقات عقلية وفكرية هائلة تكمن في الفكر والخاطر يمحورها الكاتب أو الشاعر أوالفنان ويبلورها ويرتبها بشكل يليق بالمتلقي كمن يجمع أشيائه ليصنع منها شيء جميل يزخرفه بمحاسن الصور البلاغية والألوان الكثيرة التي تعطي اللوحة جمالا وألقا، ومعظم هذه الأفكار الإبداعية الخلاقة تأتي والشخص في حالة إعياء ومعاناة وكأن الأمر الصعب يحثك على تحدي نفسك وإبداعك لتتفجر طاقاتك الكامنة بداخلك فتبهر أنت بنفسك . إلإبداع أيضا في حد ذاته قدرة هائلة على حل كل مشكلة تواجهك أو أمر عسير بأساليب حديثة ربما لإيجاد أفكار تبهر السامع والقارىء أو تبهر العين حين تمحورها لفن راقي وجميل يسر الناظرين.. فتصقل موهبته الأبداعية سواء في الفكر والأداب أو في مجال الفن وتفجر طاقاته الكامنة فتسمح لخياله أن يصول ويجول في عالم الروح والنفس البشرية ليدمج لنا أفكارا قديمة مع نظرة حديثة أو يدمج لنا صورا في خياله فتتضح له الروؤيا ويتكون منها إبداعا فكريا أو فنا تشكيليا يبهر كل من سمعه أو شاهده .. ولا يمكن أن يكون هناك إبداع دون العمل بجد وتفان حتى لو كنت في أسوأ الظروف التي تقهرك.ولا ننسى أن الأبداع تجسيد لواقعنا فلا يخضع لمحاباه أو لي عنق الريشة أو لي الكلمات تحت مقصلة فلان أو علان من البشر، المبدعون الحقيقيون في نظري ستبقى هاماتهم مكللة بصدقهم وصدق أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم الذي يظهر أخلاقهم وتعاملاتهم وطبعا الكمال لله .. ومن هنا يأتي التواضع ومن تواضع لله رفعه بأعماله حتى يسمو بأخلاقه فالأبداع تجسيد لآرواحنا قبل أفكارنا وأعمالنا..
فالمبدع الحقيقي كالثريا في كبد السماء يشار إليه بالبنان ..
السؤال 5/ في نظرك هل يتوقف نهر العطاء الإبداعي لدى الشاعر أو الفنان بشتى صوره ؟! وهل يشيخ الإبداع كصاحبه عند سن معين يا ترى ؟!
أشبه العطاء الفكري والفني كالنبع لا يتوقف عن تدفقه وعطائه
المستمر الذي يغذي ضفافه فتخضر وتزهر ويفوح عبير أزاهيرها طالما الشاعر أو الفنان موهوب ويملك مقومات العطاء الدائم ويملك زمام الأستمرارية ما دامت عروقه تنبض بالحياة ويتنسم عطر الوجود فهو قادر على العطاء وتلوين حياتنا بجمال أعماله الفنية وكلماته التي تسر القلب والأذن حين سماعها ..
فهناك الكثير من كتابنا وشعراءنا وعلماءنا شاخوا ولم تشيخ كتاباتهم وهم في سن الستين والسبعين ما زالوا يعطون وشلال الأمل والعطاء يتدفق ليزهروا فينا بساتين من الألق والجمال والوفاء والأنسانية .السؤال 6 / كيف تحددين دوافع وبدايات ومسارات تجربتك الفنية منذ سنوات ؟!لا تستغربي لو قلت لك أنها نفس الدوافع التي تدفع الكاتب ليكتب عما يدور في فكره وخاطره حيال أحداث وقصص تحدث حوله وعالمه، فيملآ محابره ويجهز أقلامه وأوراقه ويبدأ في نثر أبجديته ليملآ بها أوراقه ويخرج ما بنفسه فيرتاح ويزفر ما بقي بقوة لترتاح روحه وتبرق عيونه بالأمل .
كذلك بالنسبة لي كفنانة تشكيلية الفن رسالة راقية أقدمها للأنسانية فدافعي للرسم هو التعبير عما يجري حولي من أحداث تقهر وتؤلم الروح أو تشعرنا بالسعادة وتفرح القلب فنحاول بلورتها على أوراق أو قماش خاص بالرسم من خلال ألوان أما صارخة أو قاتمة أورمادية تعلوها بسمة مبتورة حسب الحالة التي تعترينا في تلك اللحظة ..السؤال ال 7/ متى ترسم السوسنة أم فقط ترسم في أوقات الفراغ أم تخططين لذلك عبر جدول معين ؟!وما هي أمتع اللحظات عندك في مرسمك أم على مكتب الكتابة والتأمل ؟!
السوسنة لا تخطط لترسم ولا تعمل جدولا خاصا بذلك فهي ترسم في لحظات الحزن لتهرب من حزنها فالرسم ومزج الألوان علاج نفسي ممتاز لكل مضغوط من قسوة الحياة وعثراتها لآنك تفرغ كل طاقاتك السلبية وتحولها لإبداع وفن جميل، فكل وقتي إما على مكتبي للكتابة أو على طاولة الرسم فالفراغ والملل القاتل في الغربة يجعلك تتحدين ظروفك الصعبة لتبدعي وتظهري مواهبك وتحاولي الآرتقاء بعملك وتطويره من فترة لفترة لتقفي على كل جديد ومتطور حولك لا سيما أن زياراتك لأصدقاءك ليست يومية ولا حتى شهرية أنما على فترات متباعدة جدا .. فاأرسم في كل وقت لا سيما أنني من عشاق السهر وعشاق الكتابة في آخر الليل ..فهذا يمنحني وقتا أفضل وإضافي لأتمم رسمتي أو كتاباتي المتعسرة أحيانا ..
وأمتع لحظاتي بالنسبة لسؤالك حينما أتم قصيدة متواضعة ولا يوجد فيها أخطاء أو أتم لوحة من أعمالي الفنية بشكل جيد متناسقة اللون وغير مضغوطة في ألوانها أفرح وأكافىء نفسي بفنجان قهوة في الحال وحبة شوكولاتة متل الأطفال والله أفرح وأكون سعيدة أن تعبي لم يذهب هباء .السؤال ال8 / ما هي القضايا التي تعالجينها من خلال الفن؟! وأي الآنواع تفضلين في الفن التشكيلي .؟! وما يحزن السوسنة بعد تقديم عملها للجمهور والمتابعين ؟!!
حقيقةأهتم بقضايا مجتمعي والعصر وما يحدث على الساحة اليومية من ألم وقتل وفرح و يغلب على مواضيعي الطابع الإجتماعي والإإنساني ، لذلك أرسم لكل إنسان مازالت الانسانية تجري في عروقه ودمه ولكل ضمير حي يقظ يعشق السلام ويبث روح المحبة والتسامح بين أطياف المجتمع، ولكل شخص ما زال يحلم وما زالت أحلامه في بوتقة التنفيذ ، ولكل شخص تألم لآخفف من ألمه ولكل شخص سعيد لتزهر حياته أكثر فكل لوحة أشكلها أمزج فيها رأيي ونظرتي ومشاعري وإحساسي لآنها بمثابة رسالة معينة وأكن شاكرة جدا لمن فهمها وتمعن فيها ليرى جمالها ومضمونها لتكون الرسالة قد وصلت ..
حقيقة أفضل العمل التجريدي البسيط لآنه يمنحني حيزا من الحرية والخيال والعمق والبساطة في نفس الوقت ويعتبر هو الأصعب بين الفنون بشكل عام، لآنه لا يبالغ في وصف الواقع ولا يحتاج إلى مهارة فائقة من قبل الفنان وإنما يحتاج إلى إحساس ومشاعر حقيقية لتعرف كيف تبدأ ومن أين تبدأ بالرسم لتشكل وتمزج الألوان .. وفي هذا النوع من الفن نترك للمشاهد ونظرته الثاقبة والخاصة فرصة تفسير اللوحة كما يراها…وما يحزن السوسنة بعد الأنتهاء وتقديم العمل سواء كتابة أم فن تشكيلي أن لا تجد الآستحسان من قبل المتابعين بالشكل الذي يليق بالعمل أوتجد من لايقدر جهدك وتعبك وسهرك من أجل تقديم أفضل ما عندك أنا أقدر أن المتابعين لهم ذائقة ولكل منهم رأي ومزاج متقلب ومختلف من شخص لآخر وربما بعضهم لا يهتم بالفنون بشكل عام ويستهوية نوع معين ولا يستهوية ما تقدمه أنت مثلا.. ولكن أبقى راضية الشكر والحمد لله لو تابعني عدد بسيط برضاهم أكن شاكرة وممنونة لهم .
السؤال ال 9 / ما الذي استهواك في هذا الفن التشكيلي ولماذا تركتي العمل بهذا فترة من حياتك ؟ وأي الألوان تعشقين في الفن التشكيلي اثناء تشكيل لوحتك؟!
حقيقة منذ كنت في المرحلة الإبتدائية والمرحلة الإعدادية كنت شغوفة جدا بالفن والرسم والأعمال االيدوية والجبص وأشغال الإبرة والصنارة وأنتظر حصص الفن بكل أشكاله وأنواعه والأنشطة المدرسية بفارغ الصبر فيوم االفن والرسم كان بالنسبة لي يوم عيد وسعادة يتراقص قلبي من شدة الفرحة.
وأنتظرت إلى أن كبروا وخفت مسؤولياتهم عني وأعتمدوا على أنفسهم أكثر، عدت بقوة للكتابة ولشغفي بالفنون التشكيلية والحمد لله الآن أموري جيدة وعلى أحسن وجه .. أصدرت بعض أعمالي الأدبية وشاركت ببعض أعمالي الفنية والتراثية في معارض كثيرة ..
السؤال ال 10/ كيف تساهمين في جمالية لوحاتك من خلال تعاملك مع الألوان؟! وما الألوان التي تفضلينها ؟ وماذا يعني لك الفن بشكل عام ؟!وما الهدف من إقامة المعارض الفنية ؟! وكيف كانت تجربتك في المعارض ؟
والله ولي التوفيق .السؤال ال 11/ ما هو طموحك في عالم الفن التشكيلي والفن بشكل عام وهل أنت فخورة بإنجازاتك ؟!
طالما الأنسان طموح شغوف يعشق الفن بكل أشكاله وجب أن لا يتوقف هدفه ولا طموحة عند حد معين لآنه لو توقف لوقف معه خياله وفكره عن التطور والحداثة وعن الوصول لكل جديد وبالتالي يعلن النهاية.. فطموحي الأكبر أن أصقل موهبتي بشكل أفضل لدرجة التألق والوصول إلى النجومية .. ما وصلت إليه شيء قليل بنظري ولا يعتبر تحقيق ذات وأنما أنا فخورة بما أنجزته من أمكانيات بسيطة ضمن قدرات أحسنت مشاركتها وأستخدامها بشكل سليم وتقديمها للمجتمع .السؤال ال 12/هل تتقيدين أثناء الرسم بمدرسة معينة وتنهجين نهجها ؟! وماذا تقدمين من خلال لوحاتك للمجتمع ؟
حقيقة جميع المدارس الفنية التشكيلية رائعة ومتابعتها متعة فيها فائدة عظيمة لكل فنان يهتم بالفن التشكيلي حابب أن يطور من نفسه وفنه .
ولكن لا أتقيد بمدرسة معينة مائة بالمائة أنما أحاول أن أنهل من جميع المدارس وأخذ منها بعض الأفكار التي تخدم لوحتي وفكرتي وأصوغها بشكل يتناسب مع ميولي وشخصيتي ورغبتي وأظهرها للمجتمع .. وأميل أكثر للمدرسة التجريدية أجد نفسي وروحي فيها أكثر ..السؤال ال 13/ ماذا تقولين في أخر اللقاء لمتابعينك والقراء ، كلمة نختم بها اللقاء مع بعض أعمالك الإبداعية ؟
اشكرك على هذا اللقاء الذي أستوفى الجمال منك ومن تواجد ك العطردمتم ذخراً بأصالتكم ووفائكم لكل مجتهد وكل مبدع لإلقاء ضوء الحقيقة والوضوح على أعماله وحياته ..وهذه من كتاباتي في ديوان حروف الوطن أسعى لترتيبة بشكل يليق بالوطن الحر و بالقارىء الكريم سأنشره قريبا ..
أشتغل بالفنون والسريالية
سألوني عن حالي
وعن إسمي ومن أكون؟ّ!
فقلت لهم : أنا شاعرة
أكتب عن وطني
وعن برتقاله وليمونه
ونجومه الساهدة
عن أطفاله وحرائره المرابطة
عن الشهامة والنخوة في قلب رجاله
عن الأقصى والمرابطين حوله
وأسكب أحباري سكبا عن شهدائه
و صبر أسراه وصمود زيتونه
وحمائم السلام الحاضنة
لأنفاسي المحترقة
وفراشات الربيع المرتعبة
وفي أوقات فراغي الكئيبة المليئة
بالهموم والأحزان الولودة
أشتغل بالفنون والسريالية
وألون كما لون بيكاسو لوحاته
التجريدية بإتقان ومهارة
لم يعلموا أن أشعاري مليئة
بذكرياتي في ظل التوتة
والزيتونة الشامخة
واللعب بين حارته
والتسلق بشقوة أعلى أشجاره
والخربشة بالطباشيرعلى السبورة
فأنا رغم غربتي الطويلة
لم أزل بدمائي الأبية
ابنة بيت دقو الصامدة
في وجه الطغيان والهمجية
وقبل رحيلي منك يا قريتي الحبيبة
نقشت خواطري على عرق التوتة
وسنابل القمح الخضراء والذهبية
و كدست أوراقي ودفاتري الكثيرة
على عروق التين والليمونة
كمادة سماد مفيدة ومغذية
خشية أن تتحول أوراقها الناصعة
ومضامينها العديدة
لمعاهدات وتقاريرعلى الطاولة
وجعلت أشعاري تغني للحرية
تحلق في سماءك تبدد الغيمة العقيمة
تجري في عروقي تغتال الذكريات الأليمة
كماء عذب يطهرعيونك من قسوتهم الهمجية
وتكون لفؤادك كمكنسة كهربائية
تشفط همومك وأحزانك المتراكمة
لتترك فؤادك كطفل البراءة يغني للحرية
تعتز بأشعاري وتكون عندك مقدسة
بعضهم سخر من خواطري السلسة
وأبجديتي المليئة بالعفوية
لا أنكر أن بعضهم نصب لي
شباك العداء القوية
وبعضهم حاول بقسوة
أغلاق الدروب الطويلة
أمام خطواتي الواثقة
ولا يعلمون أن خواطري
وأبجديتي عندي مقدسة
وأنها صّدى لفؤادي وروحي العاشقة
ولعشقك يا وطني مفسرة وشارحة
حفظت كل ركن فيك يا وطني بعفوية
كما حفظ بعضهم أبجديتي وحفظته
فكانت لك ولهم في الليالي المظلمة
الحارس الأمين بكل معاني الكلمة
خسئت قلوبهم العابثة المتآمرة
وخسئت قلوبهم الساخرة
بما أنقشه لآهدابك المقدسة
ولشجاعة أطفال الحجارة والمقليعة
يا وطن الجبارين والأمهات الصابرة
لن نضل الطريق إليك يا ومض الحياة
يا وهج أرواحنا وأشعة صيفنا الدافئة
ولا تخشى من مؤامراتهم المسيسة
نحن جاهزون لإعدام هؤلاء الطغاة
سنأتيك ولو حبوا كل لحظة
فأطفالك جاهزون بالحجارة والمقليعة
ولن تكون بعد اليوم الأبجدية مخرسة
أعلناها حربا على كل المتآمرين والطغاة
سنقتلهم بدماء باردة
كما قتلوا أطفالك والسنونو المهاجرة
فلن تسيل الدماء بعد اليوم برائحة موجعة
سنعيد إليك بهجة الصيف وأناشيد فجره
ولياليه العاشقة الساهرة
سنعيد لصيفك عيونه
ومواسم حصاده ونسائم غروبة
وتغريد الطيورعلى أغصان فجره .هذه جزء من أندهاش الجوارح في ديوان سوسنيات أسعى لتنقيحه وترتيبه ونشره قريبا .
إندهشت جوارحي
لمحت طيفك من بعيد كأنك جدع شجر يابس تسيرو كأنك لا نبض
ولا روح فيك بعد أن كنت نجم في سماء بعيدة كطائر إشتعل فؤاده بالحنين .
لوحت لك بطرف منديل الأنتظار فرددت سلامي وكأنك لا تعرفني
ولم يكن لنا ذكرى وهمسة غارت منها نجوم السماء وحيرت القمر.
بما كان بين قلوبنا من لهفة وحنين وشوق لكل ذكرى رسمناها
على ضوء القناديل كل شيء حولي بات حزينا وعابس الملامح
والمحيا وأختفت من تفاصيل أيامنا بعض الملامح وغادرتنا
ليتك قبل أن رحلت أخبرتني كيف نزرع الأمل كما نزرع البصل
والورود بين أنقاض القلوب وحطام الصدورعله يزهر ويبتسم
ونعيشه كما تعيشه باقي القلوب من حولنا ..؟!وهذه المقطوعة الموسيقية من ديوان السلامالروحي أسعى على ترتيبة ولملمة أطرافه ليظهر للقارىء في أبهى حلة، القهوة أيقونة الفرح والسلاممنذ آلاف السنين والقهوة أيقونة الفرح والمزاج الراقي المعتدل
أيقونة الصباح وترتيلة المساء والصدرالرحب الذي يلملم تناثر القلوب الحزينة في لحظات سعادة وفرح.