16 March, 2025

حوار مع الشاعرة الفلسطينية إيمان بدران

بيت فلسطين – خاص

– أُلاحظ ازدهار للرّواية والشعر والنصوص القصيرة ونحتاج إلى تنوع أكبر في العطاء الشعري والنثري لتعويض الساحة الأدبية

– ديواني الشعري (نبضات قلم) ليس مجموعة شعرية فحسب، بل تجسيد لمشاعر

حوار- سمير عطية:

الشاعرة التي جمعت في تجربتها الشعريّة والشعوريّة بين الوطن والشتات، بين دروب القصيدة في ديار محاصرة بالاحتلال، وبين قصيدة مُهاجرة محاصرة بالحنين والشوق.

في هذا الحوار تُضيء الشاعرة إيمان بدران على صفحات من أوراقها الأدبيّة والذاتيّة، وهو أمر بالغ الأهمية في السفر عبر قصائد شعراء وشاعرات فلسطين.

1- نود في البداية أنْ نُعرّف القرّاء على الشاعرة إيمان بدران بسيرتها الذاتيّة والثقافيّة

إيمان رمزي بدران من مواليد نابلس عام 1979 الأسرة لاجئة من مدينة اللد المحتلّة عام 1948 تحمل درجة الدكتوراه في الارشاد والتوجيه الأسري وعضو رابطة الادب الإسلامي ورابطة الأدباء الفلسطينيين، أعمل معلمة للمرحلة الثانوية، لدي مجموعتان شعريتان الأولى باسم (ترانيم على وتر الألم) والثاني بعنوان (نبضات قلم) وقد صدر حديثا،  وكثير من المشاركات في مجموعات مشتركة آخرها “غداً سنعود” مع بيت فلسطين للثقافة، أنا ناشطة كبيرة في شؤون المرأة، وأعد نفسي وجها يبرز قضاياها باعتدال وبمرجعية تستند إلى فهم ووعي بالحضارة والشريعة والتربية.

2- ديوان ” نبضات قلم” إبداع جديد للشاعرة إيمان بدران يُضاف إلى المكتبة الأدبية، ما هو شعورك؟

لا يمكن لكلمات عابرة أن تصف ذلك الشعور، فنبضات قلم هو ليس مجموعة شعرية فحسب، هو تجسيد لمشاعر ومواقف متتابعة في فترات التنقل بي في كل زاوية من المشاهير في بوتقة رقيقة خفيفة فهي فعلت نبضات من قلمي وقلبي إلى شعور المتلقي مباشرة.

3- ما هي قصائد الدّيوان؟ مضامينها؟ في أيّ موضوع كانت نبضات قلمك؟

الاسم مُوحي فالديوان منوع يعكس طبيعة الحياة فكأنه لوحة مرسومة من ألوان متعددة في نبضة روحية ونبضة نفسية ونبضة وطنية ونبضة أنثوية لتجعلك تُحلق في عالم من ألوان المشاعر في تنقل بينها من كل بستان زهرة.

4- كيف تُقيّمين المكتبة الأدبية الفلسطينية في الوقت الرّاهن؟ وهل هي على مستوى التّحديّات الوطنيّة والثقافية؟

ما ألاحظه الآن هو ازدهار للرّواية والشعر والنصوص القصيرة فقد صدرت دواوين مختلفة لشعراء في ذات الفترة تقريبا، وتنوع فيها وهذا الامر مبشر جدا ولكنها أيضاً تحتاج إلى تنوع أكبر في العطاء الشعري والنثري والقصصي لتعويض الساحة الأدبية عن فقدان فحول مفكرين وأدباء أفذاذ فارقونا في السنوات الأخيرة.

5- جرّبت العمل الأدبي في الوطن وفي الشتات؟ ما هي الفروقات التي يمكن لك تبيانها للقرّاء؟

الفروقات كبيرة من حيث سهولة الإنتاج والخيارات المتاحة في الجوانب الفنية والإعلامية، في الحقيقة دور النشر في داخل الوطن تحتاج دعما كبيرا لتحقيق إنجازات وقفزات مهمة لتكون في طريق المنافسة على مستوى العالم العربي، وبالرغم من ذلك فالجهود والمحاولات مستمرة ومقدّرة ولكن في الحقيقة في الخارج هناك أمر مهم وهو كيفية بناء العلاقات مع دور النشر والجهات الإعلامية وهذا الامر يحتاج وقتا وجهدا لتحقيق المعادلة والتي تؤدي إلى نجاح أي منتج أدبي وهي ثلاثيّة الإعلام والأدب والسياسة.

6- قصيدة قريبة إلى قلبك في هذا الدّيوان، ما هي؟

في الحقيقة عندما يُطرح هذا السؤال أحتار جدا فكلما نظرت إلى قصيدة قلت هذه ؛ ولكن إذا كان لا بد لي من الاختيار فسأختار قصيدة (كاف ونون)  لأنها تعكس الحاجة الرُّوحية للاهتمام على الخالق القوي وتبعث في داخلي قوة عظيمة كلما تأملتها وتجولت بين حروفها.

7- ما هي أقرب التجارب الشعريّة إلى إيمان بدران؟ سواء في الماضي أو الحاضر.

حسنا، ربما يستطيع المتلقي تمييز هذا السؤال أكثر مني، في جوانب التأثر بتجارب الآخرين سواء قدماء أو معاصرين ولكنني أجد نفسي منجذبة تمام للإمام للشافعي في حكمه ورابعة العدوية في مناجاتها وربما تأثرت بالجواهري في بعض الأحيان.

8- كيف تولد القصيدة معك؟ وهل أتلفتِ قصائد لم تصل لما تطلبينه إبداعيًّا؟

الأمر أشبه بشعلة فكرة وشعور تنطلق في لحظة لسبب أو ربما لمشهد وربما لا شيء، ولكنها سرعان ما تتمكن من الفكر والقلب والمشاعر ككرة اللهب في كومة روح حتى يتاح لها الطريق لتخرج من قلمي على هيئة قصيدة لذلك الأمر لا يتعلق بكثرة النظم ولكن بجودة الشعور معه، فالقصيدة نبتة شعورية وثمارها الكلمات التي أقطفها من بين الشعور المتدفق.

قد يحصل أحيانا ألا تكتمل الفكرة أولا تنضج ولكني أبقيها في درجة بعيد وقد حصلت أحيانا أن يتحرك الشعور مرة أخرى فتكتمل لذلك قد أتأخر في نشر نص ما ولكن في الغالب لا ألقيه بعيدا إلى الأبد بل أحاول إبقاءه لحين يتخمر أو يحبون موعد انطلاقه من جديد رحلة جديدة أو طريقة مختلفة ليكون أجمل وأنقى وأبهى.

رابط مختصر|| https://palfcul.org/?p=6189

Font Resize