بيت فلسطين – فايز أبو عيد
عقد بيت فلسطين للثقافة يوم السبت 3 أيلول/ سبتمبر الجاري ندوة الكترونية على منصة الإنستغرام، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 35 لاغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي.
استضافت الندوة التي أقيمت تحت عنوان “هل مات حنظلة”، وأدارها الإعلامي معتز نعواش، كلاً من سمير عطية مدير بيت فلسطين للثقافة، والفنان ورسام الكاريكاتير الفلسطيني د. علاء عبد المجيد موسى اللقطة.
لماذا نتذكره
افتتح الندوة الثقافية “سمير عطية” مدير بيت فلسطين للثقافة، الذي تكلم عن مناقب الفنان ناجي العلي الذي يعتبر قامة وطنية ورمزاً من رموز النضال الفلسطيني من أجل الحرية.
وتساءل عطية لماذا مثل هذه الذكريات يعاد احيائها في كل عام؟ ولماذا نتذكر ناجي العلي؟ مجيباً أن هناك ثلاث انعكاسات في إحياء ذكرى ناجي العلي أو القامات الثقافية والفنية والأدبية وأصحاب الرسالة الوطنية، الدائرة الأولى الشخص ذاته، أما الدائرة الثانية دائرة الوطن فلسطين)، والدائرة الثالثة الأمة العربية والإسلامية.
مضيفاً أنه على مستوى الدائرة الشخصية تعلم الكثير من رسومات ناجي العلي وأثرت به بشكل كبير، بحيث علمه الكثير من الدروس وكيف يرى فلسطين وأحداث العالم بشكل مختلف، وخاصة من شخصية حنظلة ذاك الطفل الفلسطيني الذي يقف واجماً ويدير ظهره لهذا العالم ويتخذ وضعية الشاهد على الحدث الذي تصوره لوحات العلي، حيث قال عنه العلي إنه وُلد في سن العاشرة ولن يكبر أو يدير وجهه إلا عندما يحين استرداد الكرامة العربية.
فيما يخص الدائرة الفلسطينية اعتبر عطية أن الفنان ناجي العلي كان واضحاً وجريئاً وصاحب رسالة، لذلك عندما اغتيل تنفس العدو الصهيوني الصعداء، وكذلك الفاسدين في القيادة الفلسطينية المتنفذة تنفسوا الصعداء، لأنه لم يكن محابياً لأحد فعندما رأى الفساد السياسي رسم عنه، وعندما رأى كيف يروجون لقرار الأممي 242 رسم عن ذلك، وكذلك عندما رأى خذلان المخيمات الفلسطينية رسم عنها.
أما الدائرة الثالثة، دائرة الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم قال عطية: لو فتحتم منصات السوشيال ميديا بمختلف أنواعها ستجدون أن هناك عشرات عشرات الصفحات تنشر رسومات ناجي العلي وتحيي ذكرى اغتياله، مشيراً أن أصحاب هذه المنصات هم من أحباب ناجي العلي وممن أمن برسالته وفنه وإبداعه.
لا فناء لثائر
اعتبر الفنان التشكيلي الفلسطيني د. علاء اللقطة الفنان ناجي العلي بأنه مدرسة صمود، وقد دفع عمره من أجل أفكاره، ولذلك عاشق هذه الأفكار لا يموت، ربما يفنى الجسد ولكن تبقى الأفكار، فالأفكار لا يمكن أن تموت خصوصاً إذا كانت متعلقة بقضية كبيرة مثل قضية فلسطين.
مشدداً على أنه لا فناء لثائر مستشهداً بعنوان قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش ” عبثاً تحاول لا فناء لثائراً أنا كالقيامة ذات يوم آتي”، موضحاً أنه لا يمكن لأحد أن يطفئ نور الثورة الفلسطينية، مادام شعبها حي متمسك بتراب وطنه ومدافع عنه.
وأشار اللقطة إلى أن ناجي العلي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وضع البذرة في التراب التي حملها من بعده مجموعة من الفنانين الذين أخلصوا لهذه القضية، منوهاً أن الإبداع دائماً ما يكون وليد المحنة والمعاناة، ونحن كشعب فلسطيني تجرعنا مرارة الألم وتفتحت أعيينا على محتل غاشم يقتلنا ويبطش بنا ويسرق أرضنا وتراثنا، دون أن نرتكب ذنب سوى أننا متمسكون بهذه الأرض ومتجذرون بها وندافع عنها.
مردفاً تبقى الرسومات والكلمات عرائس من الشمع، فإذا مات صاحبها في سبيلها دبت فيها الحياة وكتب لها الخلود، موضحاً أن الاحتلال الغاشم أرتكب خطأ فادحاً عندما اغتال الفنان ناجي العلي، ظنناً منه أنه أسكت صوته لكن كاتم الصوت فشل فشلاً ذريعاً، لأن هذا الكاتم أصبح أصوات وجعل حنظلة أيقونة تعيش بيننا.
ببيوغرافيا
ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للانتباه الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري.
اغتاله شخص مجهول في لندن ظهيرة يوم 22 يوليو/تموز 1987 عندما كان يمشي في شارع آيفز في منطقة نايتس بريدج (وسط لندن)، متجها إلى مكتب جريدة “القبس” الكويتية، حيث تلقى عدة رصاصات أصابت إحداها عنقه، في حين أصابت أخرى أسفل عينه اليمنى، وغاب عن الوعي، واستمر في غيبوبته نحو 37 يوما، حتى أُعلنت وفاته رسميا في 29 أغسطس/آب.
رابط مختصر|| https://palfcul.org/?p=5447