سميرة الإفرنجي
تتجه زينة الشرفا في الصباح الباكر وبيدها فنجان من القهوة المفضلة إلى داخل فناء منزلها الذي يمتلئ بلوحات لكل منها معنى يختلف عن الآخر، تجلس على كرسيها وتغمس فرشاتها داخل الألوان الداكنة الحزينة وتقترب من اللوحة لإكمال رسمتها للمرأة المعنفة.
الشرفا فتاة ذات الـ(19 عاماً) التي تقطن حي الرمال وسط مدينة غزة اعتادت أن ترسم جميع أنواع الفنون بألوان مختلفة من ألوان اكريليك والزيت وأيضاً الخشب، لكنها هذه المرة اختارت أن تنطلق خارج الصندوق لترسم أمراً اختلف عن ميولها، لكنها شعرت بأهميته خاصةً في الآونة الأخيرة، وهو العنف الذي يمارس على المرأة ولم تستطع البوح به .
فالعنف الذي يتزايد على المرأة في مجتمعها دفعها أن ترسم ما تعيشه المرأة وما تتعرض له في حياتها من إهانة، الأمر الذي خلق فيها قوة لإظهاره بطرقتها الخاصة، وهو الرسم على الورق، وكذلك الرسم على وجهها باستخدام فن المكياج السينمائي لإيصال رسالتها للمشاهد بشكل واقعي وملموس.
تقول الشرفا أن شغفها وحده لم يكن هو فقط ما جعلها تخطو مباشرة إلى الإبداع بالرسم بل كان والداها بجانبها لتقديم التشجيع الدائم لها, وعدم الاعتماد إلا على نفسها في التعلم الذاتي، وفي الوقت الحالي تقوم بإعطاء دورات رسم البورتريه بمركز كليفر.