إسطنبول – فايز أبو عيد
انطلقت اليوم السبت 2 كانون الأول فعاليات مهرجان “فلسطين في كتاب” الأول، الذي ينظمه كل من بيت فلسطين للثقافة، الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، جمعية الناشرين الأتراك، اتحاد الناشرين الأتراك، ووقف جامع تقسيم، في القاعة الثقافية بجامع تقسيم.
مهرجان “فلسطين في كتاب” الأول، الذي تستمر فعالياته يومي السبت والأحد 2 – 3 / 12 / 2023م، يشارك فيه 50 دار نشر عربية وتركية ومؤسسات وجمعيات فلسطينية، ومجموعة كتّاب وباحثين ومفكرين عرب، كما يضم أكثر من ألف كتاب عن فلسطين في المجالات العلمية، والتاريخية، والسياسية والدينية والثقافية، مما يجعله أول فعالية للكتاب الفلسطيني تقام في تركيا.
وفي كلمته أشار سمير عطية، مدير بيت فلسطين للثقافة إلى أن الهدف الرئيسي من مهرجان “فلسطين في كتاب” الأول هو الاحتفاء بالكتاب الفلسطيني وجمعه في مكان واحد، إضافة إلى تعزيز العمل الثقافي العربي التركي المشترك داخل تركية بالقضايا ذات الاهتمام المشترك بقضايا الوطن والبعد المعرفي بينهم.
موضحاً أن المهرجان تهدف أيضاً إلى تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بفلسطين من خلال الكتب السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، وكذلك لتسهيل وصولها للقارئ والباحث والدارس والمهتم بقضية فلسطين إلى المساحة الأوسع من هذه الإصدارات، يأتي هذا المهرجان لتسهل وحصولهم على أكبر قدر ممكن من الإصدار المعرفي عن فلسطين.
مردفاً ويسألونك عن فلسطين هل تكون فلسطين في كتاب، أقول نعم وقد خصها الله عز وجل بالقرآن الكريم، ولأننا أمام عدو محتل يريد أن يمحي هويتنا وتاريخنا وثقافتنا، وخير دليل على ذلك قصفه للمدارس والجوامع، والكنائس، ودور الثقافة، والمكتبات.
مضيفاً لا تعجبوا إن كنا نحتفي بفلسطين بكتاب، فوزير التراث الإسرائيلي دعا إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة كي يمحيها من على الوجود، فنحن أمام محتل مجرم يهدم الحجر والشجر، ويقتل البشر.
من جهته قال الدكتور مهدي الجميلي رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي،: إن “مهرجان فلسطين في كتاب الأول” يعد سابقة ثقافية رائدة لما للقضية الفلسطينية من حضور كبير في الكتاب العربي في جميع أصنافه، ففلسطين ملهمة الشعراء والأدباء والكتاب، وتاريخها يمثل القلب النابض في جسد الامة.
منوهاً إلى أن هذا المهرجان يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين وفي خضم المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في التصدي للعدوان الهمجي وجرائم الإبادة التي يقوم بها الكيان المحتل على أهلنا في غزة وكل فلسطين.
وتابع إن المهرجان يمثل فعالية مهمة في مجال النضال الثقافي والسياسي والتعبوي حيث يسلط الضوء على القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الغاصب من خلال سلاح العقول والأفهام سلاح الكلمة والحرف، الشعر والأدب، جلاء الحقيقة ودحض زيف الباطل، سلاح الكتاب… الكتاب الذي يبين الحقائق ويعبئ الحشود وينير طريق الأجيال.
بدوره، شدد محمد برهان كينج مدير جمعية اتحاد الناشرين الأتراك على فلسطين جزء من أمة عربية وإسلامية لها حضورها المعرفي والحضاري والثقافي والفكري والمعرفي، وإن لها مكانة كبيرة لدى الأتراك، فنحن نعلم أبناءنا بأن فلسطين بلد محتل وتكافح وتناضل من أجل تحرير أرضها، لذلك من الواجب علينا أن ندعهما بكل الوسائل.
مشيراً إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار تعريف الشعب التركي على الأدب الفلسطيني الذي ولد من معاناة شعب يرزح تحت الاحتلال ويقاوم من أجل تحرير أرضه، وتعريفهم على الكتاب والأدباء الفلسطينيين، والكتب والروايات التي كتبت عن فلسطين.
فيما ذكر أ. مخلص يحيى برزق باحث ومحاضر وكاتب في شؤون العلوم المقدسية، أن فلسطين تتربع في كل قلب من قلوب الأمة العربية والإسلامية، وأن تكون فلسطين في كتاب فهذا له معناً جميلاً، خاصة في هذا التوقيت الذي يتزامن مع معركة طوفان الأقصى تلك المعركة التي تدافع عن شرف الأمة جمعاء.
وأضاف برزق أن الكيان الصهيوني أحرق قبل أيام الجامعة الإسلامية وأحرق معها أرشيفها وتراثها، كما أنه أحرق ديوان والدي معها، واصفاً ذاك الكيان بأنه أسوأ من المغول الذين أحرقوا مكتبة بغداد، فهم يريدون حرق كل شيء يتعلق بفلسطين وتراثها، لذلك فمعركتنا معهم ليست معركة سلاح فقط، بل معركة فكر، وكتاب، وثقافة، وتراث.
الجدير بالتنويه أن المهرجان يتضمن عرض الكتب التي تتناول القضية الفلسطينية، إضافة لحوارات ثقافية، وعرض لحضور فلسطين والفلسطينيين في مجال الصورة واللوحة الفنية.