13 April, 2025

العُماني زهران القاسمي يُتوّج بالجائزة العالمية للرواية العربية 2023

بديعة زيدان:

توّج الروائي العُماني زهران القاسمي بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها للعام 2023، عن روايته “تغريبة القافر”، الصادرة عن دار رشم للنشر والتوزيع في السعودية ودار ميسكيلياني للنشر في تونس، في حفل إعلانها بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، مساء أمس.
وعبّر القاسمي عن سعادته بالفوز بالجائزة، مشيراً إلى أنه يهديها إلى الروائيات والروائيين الذين تنافسوا معه عليها، مشدداً على أنهم جميعاً يتقاسمون هذا الإنجاز، مشدداً: لا أعرف ماذا أقول. لم أكن أتوقع؛ لأن الروايات المُنافسة جميعها تستحق الجائزة.
وأعلن رئيس لجنة تحكيم الجائزة الروائي المغربي محمد الأشعري عن فوز رواية القاسمي بالجائزة، لكونها “اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة هو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة”.
وأشار إلى أن الروايات المتنافسة جميعها عبارة عن تجارب مدهشة ملتصقة بآلام وآمال جغرافيتها، منصتة إلى أصوات اليومي والتاريخي والسياسي والتراثي، مشتبكة بأحداث الواقع وتلوينات المتخيّل، عبر تفكير متجدّد في قضايا اللغة والسرد وتقنيات الكتابة، بحيث عكست تعدّد العالم العربي وثراءه، ما يختلف فيه وما يشترك فيه، ذاكرة وتاريخاً وخصائص اجتماعية وتراثية، كما عكست بشكل عميق تطلعات هذه الجغرافيا لاحترام تعدّديتها واختلافاتها، وترسيخ قيم الحرية والتقدم في حاضرها ومستقبلها.
ولفت رئيس لجنة التحكيم إلى أن الأعمال المختارة للقائمة القصيرة للجائزة تمثل تجسيداً لهذا الحضور الأدبي القوي على مستوى الكتابة أو على مستوى القضايا المرتبطة بها، من قبيل: الهجرة، والطفولة المغتصبة، والطبيعة، والعلاقات الاجتماعية، والتحولات السياسية، وذاكرة الأمكنة، وقضايا أخرى كثيرة تدل على أن الكتابة الروائية العربية اليوم مسكونة بأسئلة الحاضر، وقلق المستقبل، ومهتمة بوظيفتها التحديثية في الوطن العربي، وبخصوصيتها كإبداع أدبي.
وأكد الأشعري أن هذه المهمة شكلت بالنسبة له ولأعضاء لجنة التحكيم فرصة للتعرف على جديد الرواية العربية، وتحوّلاتها الأسلوبية والمضمونية، مؤكداً على التطور الكيفي والكمي للنصوص المتبارية، وبالحضور القوي للروائيات العربيات اللواتي شكلن هذه السنة بنصوصهن المتميزة نصف كتاب اللائحتين الطويلة والقصيرة للجائزة.
وكان د. ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، تحدث عن أسباب رياديّتها حتى استحقت تسمية الجائزة العالمية للرواية العربية، معلناً عن تكريم اثنين من الأعضاء المؤسسين للجائزة، وهما: زكي نسيبة، وجوناثان تيلر اللذان قاما بتسليم الجائزة للقاسمي، كاشفاً عن أنه، منذ الدورة المقبلة، سيصار إلى اختيار روائي عربي أو عالمي مرموق لتسليم الجائزة للفائز فيها.
من جهتها، أشارت منسقة الجائزة فلور مونتانارو، إلى أن 124 رواية لكتاب من تسع عشرة دولة تنافست على الجائزة هذا العام، اختيرت منها ست عشرة رواية للقائمة الطويلة، ثم ست روايات للقائمة القصيرة، وهي: “منّا” للصديق حاج أحمد من الجزائر، و”حجر السعادة” لأزهر جرجيس من العراق، و”كونشيرتو قورينا إدواردو” نجوى بن شتوان من ليبيا، و”أيام الشمس المشرقة” لميرال الطحاوي من مصر، و”الأفق الأعلى” لفاطمة عبد الحميد من السعودية، و”تغريبة القافر” لزهران القاسمي من سلطنة عُمان، مناصفة ما بين إناث وذكور.
وأشارت مونتانارو إلى الأهمية البالغة للورشة الإبداعية التي تنظمها الجائزة منذ أعوام، تحت مظلة “مشروع الندوة”، وتستهدف الكتاب الشباب الموهوبين، عبر لقاء بين الكتاب الواعدين من مختلف الأقطار العربية والخلفيات الأدبية لتبادل الأفكار وتطوير مهاراتهم، ومناقشة تقنيات السرد الحديث بمساعدة اثنين من الكتاب المتمرسين كمشرفين، كاشفة عن أنه سيصار لتنظيم ورشة خاصة للمحررين الأدبيين.
وتشكلت لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام بالإضافة إلى الأشعري، من: الأكاديمية والروائية المصرية ريم بسيوني، والأكاديمي والمترجم السويدي تيتز روك، والكاتبة والأكاديمية العُمانية عزيزة الطائي، والروائية والباحثة والصحافية الجزائرية فضيلة الفاروق.
جدير بالذكر أن حفل إعلان الجائزة أداره الروائي والإعلامي المغربي ياسين عدنان، عضو مجلس أمناء الجائزة، وأن كلاً من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة يحصل على عشرة آلاف دولار أميركي، فيما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.

رابط مختصر||https://palfcul.org/?p=6897

Font Resize