16 March, 2025

الشاعر يوسف عبد العزيز: الشعر لا يحرر الأوطان واستهتار حكوماتنا والرقابة أعاقا بروز ثقافتنا

توفيق عابد‎‎

تأثر بالأرض وأصبح من أفضل من يعبر عن جمالها شعرا وموقفا، ونسج من حبات ترابها قصائد عشق وطاقة أمل تبدد قتامة المرحلة، فأعطته ضمانة الاستمرار في استشعار هموم جنته المفقودة واحتفظ بحرارة الانتماء لأرض تنتظر شروق الشمس من جديد.

إنه يوسف عبد العزيز الذي يلقبه نظراؤه “بصائد الجوائز”، إذ حصد 5 جوائز: “الدولة التقديرية”، و”وزهرة المدائن”، و”التفرغ الإبداعي”، و”عرار”، و”ورابطة الكتاب” عن ديوانه “حيفا تطير إلى الشقيف”.

يعدّه كثيرون شاعر القصيدة الوطنية التي تضيء الطريق للأجيال المقبلة، ويتخذ من الأرض الطهور مصدر إلهامه، وهو صاحب الصوت الهادر المدافع عن قضيته في المهرجانات المحلية والعربية.

أصدر 7 دواوين شعرية، هي: “ذئب الأربعين”، و”نشيد الحجر”، و”حيفا تطير إلى الشقيف”، و”قناع الوردة”، و”دفاتر الغيم”، و”الخروج من مدينة الرماد”، و”صامت وفي رأسه شلال موسيقى”، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.

ديوان "دفاتر الغيم" للشاعر يوسف عبد العزيز (الجزيرة)
ديوان “دفاتر الغيم” للشاعر يوسف عبد العزيز (الجزيرة)

وفي حوار صريح وجريء للجزيرة نت، يرى أن المشكلة في الأردن تكمن في غياب الإعلام الذي لا يقوم بمهمته في تسويق الشعراء ونتاجهم الشعري، وقال إن المهمة الكبيرة التي ينجزها الشعر تقوم على إسناد روح الإنسان وضخها بالأمل والحياة والجمال، وليس كما تعتقد نسبة كبيرة من الجمهور العربي أن الشعر يمكن أن يحسّن الأحوال ويحقق الازدهار ويحرر الأوطان.

ومن وجهة نظر عبد العزيز، فإن الشعر حلم يشبه فلسطين، كما أن وطننا العربي عامة لا يهتم بالثقافة ولا بحرية المثقفين، ويرى أن القصيدة محاولة لهدم الواقع نحو الأفضل، فإلى الحوار:

  •  يوصَف المشهد الثقافي في الأردن بأنه “ضبابي”، هل ينسحب ذلك على المشهد الشعري؟

الضبابية ربما كانت تَسِمُ المشهد الثقافي العربي برمّته، وذلك يرجع لأسباب، أهمها الإهمال الكبير الذي تتعرّض له الثقافة من قبل الحكومات العربية، خاصةً إذا عرفنا أن ما تنفقه هذه الحكومات على الثقافة يكاد لا يساوي شيئا.

صناعة الثقافة في عالم اليوم تحتاج مخصصات مالية، فقد انتهى العمل التطوعي. ولا أزال أتذكّر بمزيد من الأسى التصريح الذي أطلقه مسؤول مغربي منذ سنوات قائلا “إن قطاع الثقافة في الدولة قطاع غير منتج، ولذلك فهو بمثابة عالة على الاقتصاد المغربي”.

بسبب هذا الإهمال الكبير للثقافة في العالم العربي، فقد غابت عن الاهتمام بها على مستوى العالم، ثمة شعوب حيّة تحتفي بكتّابها وبمثقّفيها، أمّا عالمنا العربي فهو يدفن الكفاءات.

في الأردن لا تختلف حالة الوضع الثقافي كثيرا عن الحالة العربية السائدة، فالمبالغ السنوية المخصصة لوزارة الثقافة مثلا لا تزيد على 6 ملايين دينار، تُقتطع منها رواتب الموظفين ومبالغ تأجير البنايات ومديريات الثقافة، ومن ثم فالمبالغ المتبقية لا تفي بالغرض.

ما أريد قوله إن الأردن يعد من البلدان العربية المهمّة، على صعيد الرواية والشعر وباقي الأجناس الإبداعية الأخرى، لكن المشكلة تكمن في غياب الإعلام الذي لا يقوم بمهمّته في تسويق الشعراء ودواوينهم الشعرية.

  •  لكل قصيدة رسالة للمتلقي، فما رسالتك؟ وهل ترى وجود خراب ثقافي؟

لعلّ هناك سوء فهم قد حدث بالنسبة للمهمّة التي يمكن أن يقوم بها الشّعر، فنسبة كبيرة من الجمهور العربي تعتقد في أعماقها أنّ الشعر يمكن أن يحسّن الأحوال، فيحقّق الازدهار، ويحرّر الأوطان!

أعتقد أنّ سبب هذا الفهم متعلّق أساسًا بالخلط بين الخُطبة والقصيدة، وجعل القصيدة إناء واسعا للشّعارات الرنّانة التي تدغدغ العواطف وتثيرها لدى الجمهور.

على المستوى الشّخصي، أعتقد أنّ المهمّة الكبيرة التي يمكن أن ينجزها الشّعر تقوم على إسناد روح الإنسان وضخّها بالأمل والحياة والجمال، من أجل أن تتماسك هذه الروح فتزرع وتصنع وتُقاوم وتُحبّ، وتتقدّم إلى المستقبل بخطوات واثقة.

وفي هذا المجال، يمكن العودة إلى شاعر المقاومة الكبير محمود درويش، الذي كتب لفلسطين وللثورة أجمل القصائد، ففي الحوار الذي أجراه معه الشاعر والكاتب عبده وازن، قبل أشهر من رحلته إلى أميركا ووفاته هناك، أضفى درويش على قصيدة المقاومة أوصافا جديدة بقوله “كلّ قصيدة جميلة هي قصيدة مقاومة”.

بالنسبة إلى الخراب الثقافي فهو موجود في الأردن، كما هو موجود في البلاد العربية الأخرى، فلا اهتمام هناك بالثقافة يُذكَر، ولا بحرية المثقفين، ولا وجود لمخصصات مالية تصنع الثقافة.

فهل من المعقول أن يظلّ أعضاء رابطة الكتّاب الأردنيين دون مبنى مِلْكا لهم؟ وهل يظل أعضاؤها دون تأمين صحّي ودون ميزانية حقيقية تمكّنها من طباعة الكتب وإقامة الأنشطة الثقافية؟

  • من الملاحظ أن نتاجك الشعري متنوّع، فما الجديد؟ أليس للأجناس الأخرى فرصة؟

بدأت كتابة الشّعر عام 1970 في الصّف التّاسع، وفي العام التالي نشرت أولى قصائدي في جريدة الصّباح الأردنية، وابتداء من عام 1976 نشرت قصائدي بشكل واسع في الصحافة الأردنية والعربية.

جذبني مشهد الثّورة الفلسطينية، بكل ما يحمله من مقاومة وتضحيات وأمل قادم بتحرير فلسطين.. عشت في زمن الفدائيين، وكتبت الشّعر، وهو الزّمن الأجمل في حياتي، وتشكّلت قصائدي الأولى في لباس الفدائيين، وقرأت شعر المقاومة الفلسطينية ممثّلا في دواوين الشعراء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد.

أغرتني القصيدة الجديدة، أي قصيدة المشهد، فتفرّغت لقراءتها من خلال نماذجها العربية والعالمية، وطالعت عنها كثيرا من الدراسات التي ترصد علاقتها بالسينما والمسرح والفن التشكيلي، وذهبت باتّجاه كتابتها محاولا فتح أبوابها لتستوعب الغرائبي والمدهش في الحياة.

ديوان "ذئب الأربعين" واحد من أعمال الشاعر يوسف عبد العزيز التي كرسته واحدا من أهم شعراء الثمانينات في فلسطين والأردن (الجزيرة)
ديوان “ذئب الأربعين” واحد من أعمال عبد العزيز التي جعلته واحدا من أهم شعراء الثمانينيات في فلسطين والأردن (الجزيرة)

بالنسبة للأجناس الأدبية الأخرى، فأنا من عُشّاق الرواية، وأرى أنّ مهمّة الروائي المعاصر تقترب من مهمّة الشاعر، التي لم تعد تتعلّق بسرد الوقائع التي تحدث، بقدر ما أصبحت تتعلّق بالخيال المركّب الذي ينسجه الروائي كالشاعر.

من هنا كتبت عددا من النّصوص السّردية القصيرة، سأنشرها قريبا في كتاب بعنوان “تمارين للتَّخفّي”. ومؤخّرا انهمكت في كتابة عمل روائي يتناول موضوع “المتسللين”، وهم مجموعات مسلّحة من ثوّار الجهاد المقدّس في فلسطين، تقطّعت بهم السّبل بعد النكبة، وظلّوا يتواصلون مع أرضهم وممتلكاتهم التي جرى احتلالها عام 1948.

  • تشكل القصيدة حالة تفريغ إنساني، بالنسبة لك هل تشكل حالة انسجام مع الذات أم ماذا؟

الكتابة حالة نشوة وحب وشبق خاص يعيشها الشاعر، وقديما عبّر عنها الشاعر الكبير أبو تمّام حين قال:

والشّعر فرجٌ ليست خصيصتُهُ    طولَ الليالي إلا لِمُفتَرِعِه

ربّما كانت لحظات الكتابة عندي هي اللحظات الأجمل في الحياة، “لحظات إشراق ورؤيا”، أمّا بعد ذلك فحياة الشاعر حياة عادية، يشوبها الملل أحيانا، لكنّ القراءة والسّفر ومشاهدة السينما يمكن لها أن تفتح كوى جميلة في جدران الحياة، ليطلّ الشاعر من خلالها على الشّعر مرّةً أخرى.

القصيدة محاولة لهدم الواقع القائم، وبناء الواقع الجديد المختلف، من خلال رؤية يبثّها الشاعر في ثنايا النّصّ.. تبشّر بالجمال والحب والفرح والحياة رغم أن دور الشّعر في التّغيير بطيء

  • القصيدة تصوير للواقع أو تمرّد عليه؟ وإلى أي حد أسهمت في تحريك الوضع القائم أو إثراء الحالة الثقافية؟

هي محاولة لهدم الواقع القائم، وبناء الواقع الجديد المختلف، من خلال رؤية يبثّها الشاعر في ثنايا النّصّ.. تبشّر بالجمال والحب والفرح والحياة، رغم أن دور الشّعر في التّغيير بطيء، ولكنّه مهمّ، فالشّعر بمثابة طاقة تُمكّن القلب من الطيران والتحليق. الشّعر نسغ للوجود الإنساني، ودونه يمتلئ الوجود بالعدم، ويفقد روحَهُ ومعناه.

  • كثيرون يتحدثون عن الحداثة وما بعدها.. من وجهة نظرك هل تتوفر حداثة عربية أم هي تقليد لآخرين في الغرب؟

في تصوّري أنّ الحداثة في الشّعر صفة ملازمة للشّعرية. والحداثة هنا هي غير المعاصرة، التي تشير إلى علاقة النّصّ الشّعري بالزّمنية، ويمكن القول إنّ الحداثة يمكن أن تتوفّر في القصيدة المعاصرة والقديمة أيضا.

لنقرأ هذا البيت للشاعر المخضرم النّمر بن تولب:

“ألا يا ليتني حجرٌ بوادٍ      أقامَ وليتَ أمّي لم تلدني”.

إنّ هذا البيت المكتوب في العصر الجاهلي يبدو كأنّه مكتوب اليوم بسبب القلق الوجودي العظيم الذي ينزّ من كلماته. وفي المقابل فثمّة شعر معاصر ركيك لا تتوفّر فيه صفة الحداثة.

الأمة العربية متطوّرة في الشعر رغم تخلّفها في ميادين كثيرة

الحداثة الشعرية موجودة في الشعر العربي مثل العالمي لكن حجمها عربيا هو الأهم، إذ لا تزال الأمة العربية أمّة متطوّرة في الشعر رغم تخلّفها في ميادين كثيرة. وعلى العموم تبدو الحدود واهية في الشّعر، فالشعراء في العالم لا يزالون يكتبون نصّهم الطويل الواحد المشترك ونحن كعرب قد يكون لنا آباء شعريّون من العالم كنيرودا ولوركا وبودلير وطاغور، كما أنّ شعراء أجانب لهم آباء شعريون كالمتنبي وعمر الخيّام ومجنون ليلى.

  • ظهر مصطلح شعري مستحدَث أُطلِقَ عليه “قصيدة النثر”، على حساب القصيدة الموزونة. أين موقعك منه؟

ظهر مصطلح قصيدة النّثر في الشعرية العربية عام 1958، على يد الشاعر الكبير أدونيس كانطلاقة ثانية لحركة الشعر العربي الحديث، التي أنجبت في انطلاقتها الأولى قصيدة التفعيلة أواخر أربعينيّات القرن الماضي، وعلينا ألا ننسى التيار الذي اصطلح على تسميته “تيار الشّعر المنثور”، الذي عرفته الأوساط الشعرية العربية وأهمّ روّاده الشاعران: جبران خليل جبران وأمين الرّيحاني.

القصيدة هي التي تختار شكلها وقت الكتابة ولهذا أكتب شعري من خلال الأشكال الثلاثة

على كل حال، قصيدة النّثر شكل شعري تمّ تكريسه في الشعر العربي الحديث، إلى جانب قصيدة العمود الشعري وقصيدة التفعيلة. وأرى أنّ الشّعر يمكن أن يتخلّق عبر الأشكال الثلاثة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن نحصل في نهاية المطاف على نصّ شعري جميل ومعافى، فالنّصّ العظيم هو الذي يُلغي شكله بين يدي القارئ.

وبالنسبة لي أرى أنّ القصيدة هي التي تختار شكلها وقت الكتابة، ولهذا أكتب شعري من خلال الأشكال الثلاثة.

  • أنت مؤطَّر سياسيا، فهل رفدت الأيديولوجيا منابعك الشعرية أم حاصرتها في إطار معين؟ وما موقع القصيدة الوطنية في المرحلة الحالية؟

أنتمي إلى وطن محتلّ اسمه فلسطين، ولدتُ فيه وعشتُ فيه طفولتي، في الوقت الذي أنتمي فيه إلى عروبتي وأمميّتي.

فلسطين بالنسبة إلي هي معنى الشّعر، وهي القصيدة النائية البعيدة التي لا بدّ لي من الوصول إليها وكتابتها بأجمل الأنفاس، فلسطين هي رمز للحريّة والجمال والعدل في العالم.

فلسطين مؤشّر لانتماء الإنسان إلى وطنه، فالهندي الوطني لا يمكن أن يكون انتماؤه حقيقيًّا للهند دون أن يكون مؤمنا بفلسطين وحقّ الفلسطيني في تحرير وطنه.

فلسطين بالنسبة إلي هي معنى الشّعر، وهي القصيدة النائية البعيدة التي لا بدّ لي من الوصول إليها وكتابتها بأجمل الأنفاس. ولا يوجد شيء اسمه قصيدة وطنية أو غير وطنية؛ فهناك شعر جيّد وهناك الرديء

وفي المقابل، أعارض الأيديولوجيا الضّيّقة التي تحصر الشاعر في حدود ضيقة، “أنا مع الحريّة” لأنّ الحريّة معنى من معاني الشّعر.

بالنسبة للقصيدة، لا يوجد شيء اسمه قصيدة وطنية أو غير وطنية، فهناك شعر جيّد وهناك رديء، فالشعرية بمثابة ضربة ذهبية خفيّة، في الأوركسترا التي يقودها الشاعر وهو يكتب قصيدته.

  • يُقال إن الشعراء العرب أهم من نظرائهم الأوروبيين؛ فهم يملكون الروح، في حين يملك الأوروبيون التكنولوجيا والتقنيات.. ما رأيك؟

تجربة الشعر العربي مهمّة وطويلة ومتنوّعة، والشعراء العرب لا يزالون يمتلكون المكانة المعنوية المرموقة بين النّاس، ففي العصور الوسطى انتقل تأثير الشعر العربي إلى الشعوب الأوروبية عن طريق الأندلس وصقلية، كنتاج شعراء التروبادور الجوّالين في أوروبا، وكذلك السّونيتة.

ثمّة تصريح للكاتب النيجيري وول سوينكا الفائز بجائزة نوبل عام 1986 يقول فيه إن شكسبير ما هو إلا سفير الأندلس العربية في البلاط البريطاني الذي أنتج التراث الغني من الشعر والمسرح

ثمّة تصريح للكاتب النيجيري وول سوينكا الفائز بجائزة نوبل عام 1986 يقول فيه إن شكسبير ما هو إلا سفير الأندلس العربية في البلاط البريطاني الذي أنتج التراث الغني من الشعر والمسرح.

المشكلة الكبرى التي تعوق بروز الشعر العربي عالميا تكمن في استهتار الحكومات العربية بالشعر والثقافة بشكل عام

والمشكلة الكبرى التي تعوق بروز الشعر العربي عالميا تكمن في استهتار الحكومات العربية بالشعر والثقافة بشكلٍ عام، فهناك الرقابة الصارمة المفروضة على الشعر عند نشره أو إلقائه، وابتزاز الشاعر من قبل دور النّشر، فيدفع الثمن للسيّد الناشر أمام أعين الحكومات التي لا تحرّك ساكنا.

وعلينا أن نعترف بالحقيقة المرّة “إننا غائبون بشكل شبه كامل عن الساحة العالمية شعريا وروائيّا”.

"حيفا تطير إلى الشقيف" ديوان شعري للشاعر يوسف عبد العزيز (الجزيرة)
“حيفا تطير إلى الشقيف” ديوان شعري للشاعر يوسف عبد العزيز (الجزيرة)
  • هناك من يردِّد في المجالس الأدبية ما أسموه “المتاجرة بالثقافة” أو “تسليع الثقافة”، فماذا ترى؟

في هذا الوضع الثقافي العربي المتداعي، تجري أمور عجيبة كالمتاجرة بالثقافة أو “تسليعها” من خلال تكتّلات ثقافية مختلفة تسعى لفرض هيمنتها على الآخرين، والانتصار لتيّار بعينه. وأثناء ذلك يتم إغفال خراب الثقافة، وعدم محاسبة الدولة على تقصيرها الكبير بحقّ الثقافة والمثقفين.

  • ماذا عن آخر ديوان شعري؟ وما الجديد بعد عودتك من أرض الشهداء في الضفة الغربية المحتلة؟

ديواني الأخير بعنوان “ذئب الأربعين”، اشتغلت فيه على كتابة قصيدة المشهد، والآن بين يدي مجموعة شعرية جديدة أنوي طباعتها قريبا بعنوان “ظلال الشاعر”.

زيارتي للوطن زوّدتني بطاقة شعرية عجيبة، كأنني ولدتُ من جديد، كما تعرّى العدوّ الصهيوني أمامي واضمحل. فإذا وقفت في القدس أو نابلس أو بيت لحم تجد البيوت التي بناها أهلها والأشجار التي زرعها الفلسطينيون، والشوارع والطرق التي شقّها أصحاب البلاد، ثم تنظر فجأة فتجد أولئك الأوغاد الجنود المدججين بالسلاح وهم يطاردون الشباب والفتيات ويقتلون الأطفال؛ فتتساءل بحيرة: تُرى ما الذي أتى بهم من غراب البين إلى فلسطين؟ حيث لا علاقة لهم بشيء هنا.

وخلال تجوالي في الوطن رغم الحواجز العسكرية أصبحت على يقين بأن من ينتصر لوطنه على أرضه سينتصر.

المصدر : الجزيرة
رابط مختصر|| https://palfcul.org/?p=5791
Font Resize