هل تخيلت يوماً أن الحب الذي جمع براء ولبنى أن يتحول إلى شظايا متناثرة تحت وطأة الحرب؟
براء يجد نفسه يقف على حافة الخوف والاختيار المستحيل: إما أن يبقى مع عائلته ليواجه مصير الاعتقال أو الموت، أو أن يرسلهن بعيداً عن براثن الحرب إلى إدلب، فاختار أن يحميهن، حتى لو كلفه ذلك غصّة الفراق ووحشة الأيام.
هذا ما يرويه فايز أبو عيد في قصته المؤثرة “أحزان على جانب الطريق” التي تأتي ضمن سلسلة النصوص القصصية “حروف اللجوء”، التي أطلقتها مجموعة العمل وبيت فلسطين للثقافة.
أحزان على جانب الطّريق
فايز أبو عيد
كانت ذكريات الأمس تنهال على مخيلته مثل سيل جارف، ذكريات العقوبات الجماعية والفردية في خدمة العلم، تدنو منه وتكاد تخترق ذاكرته وتصيبها بالنزيف، كان يتساءل في نفسه: كيف يملك كل هذه الطاقة والطاعة في آن معاً، كي يعرّي صدره ويستلقي على الأرض كي يقوم أحد ضباط الصف بعقابه ورفاقه في الجيش ساكباً على صدورهم العارية الماء.
كان البرد بيقص (يقطع) المسمار والريح تتغنى على آلامهم، كان المطر قد هجم عليهم باكراً، لقد حفرت تلك اللحظات المُهينة الألم في أعماق براء ورفاقه، ستظل أصداؤها ترن في ذاكرتهم، أبداً لم يخطر في باله أن مثل هذا الألم يمكن أن يكون، صرخات الضباط تبدو واحدة، تعال، اذهب، قف، اقفز ….. مت سريعاً.
لقد تحول في مدة قصيرة إلى مومياء وبدأ هيكله العظمي يبرز، كان همّه الأول والأخير أن يأكل وينام وإذا توفر له الماء أن يستحم، ليس هذا فحسب، كان يستمع إلى أحاديث الرفاق المعتقة برائحة دخان السجائر، ويسمع صوتاً هادراً في الخارج، أين كنت يا كلب؟
اغرب عن وجهي، إلى جهنم، صرخات المساعد الملقب زمّيرة لا تعرف التوقف، كان رجلاً صلباً أشبه بحائط من بازلت، لقد كنت في كل لحظة أشتهي أن أصفعه على قفاه، قالها براء وأخذ نفساً عميقاً.
كان يحس بأن رأسه محشو بالطين، وأنه غير قادر على استخلاص أي شيء، كان يحدق إلى سقف المهجع في صمت رهيب واضعاً كفيه تحت رأسه، ورغم كل المحاولات الصامتة التي بذلها في استرجاع لحظة جميلة فإنّه كان يخفق مرة تلو الأخرى.
كانت هناك يد خفية تدفعه إلى العودة إلى الوراء، لقد تعطلت مسيرة البناء لديه، كان يعرف حقيقته، فقد عاودته الذكريات المؤلمة وانصبت على رأسه كالحجارة، فقد وُلد عالة على نفسه وعلى أقاربه المُعدِمين بعدما تربى يتيم الأب، يستدين منهم الخمسين ليرة أجرة الباص الذي يركبه ليصل إلى قطعته العسكرية، كان ينتهز الإجازات النادرة ليعمل في الدروس الخصوصية لمادة الرياضيات للتلاميذ الصغار، تلك الدروس استطاعت بعد جهد جاهد أن توفّر له مصاريف الخدمة العسكرية في هذه اللحظات.
أكبر وأكثر من كل الأماني، كانت أمنية التحول إلى طائر كي يمضي إلى خطيبته لبنى، هي وحدها الذكرى التي تجعله يقبل الاستمرار في هذه الحياة العقيمة، كان يقول في نفسه: لو رأيتها لغمرتها بعاطفة أنكرتني معها، كم كنت أتمنى أن أزورها واشتري لها الفستق المدخن الذي تحبه.
كان دخان السجائر يتعالى، وقد أهاج الدخان جوعه، كانت ذكريات العودة إلى لبنى وتناول الغداء الدسم مع عائلتها الودودة، والاستمتاع بقهقهات صغار العائلة وهم يسخرون من رأسه الحليق، تخفف بعضاً من معاناته وتبعث في داخله شيئاً من الطمأنينة.
كانت هذه الزيارة بمرتبة واحة غنّاء ورطبة في صحراء لاهبة، كان ينتقل بها براء من عالم الصراخ والصيحات العسكرية إلى عالم لبنى المزدان بموسيقى صوتها الناعم الذي تسربله بحّة خفيفة، ومن الوجوه السّمراء الحانقة إلى وجه لبنى الناصع وملمس يدها الوثير، ومن رائحة العرق القاسية كرائحة كيس من البصل المتعفن إلى عطر لبنى الأوروبي الفواح.
كان المساء بارداً، فوضع رأسه بين ذراعيه، وتكوم على نفسه، ومن حوله تعالت أصوات الوحوش، ذكريات كئيبة كانت تقتحمه بقوة.
وكم لعن الأسئلة التي اضطرته إلى هذه الحياة، فرأسه لم يكن فارغاً تماماً، كان يعتقد أن الدخان المعتق قد لعب برأسه وجعله يطرح هذه الأسئلة التي لم تعرف طريقها يوماً إلى فلسطين: ما الفائدة من جيش التحرير وقد نخره الفساد، ولأن التفكير يكون في وقت الشدة، فقد أخذت الأسئلة المحرمة تعاوده مرة بعد أخرى رغم أنه كان يعتقد أنه بحاجة إلى دماغ ليفكر عنه، لقد ظلت هذه الأسئلة حبيسة صدره وهذا المكان البعيد جداً عن فلسطين.
لم أعرف آخر معركة خاضها جيش التحرير ضد الاحتلال الإسرائيلي قالها براء بضحكة خافتة، كُتبُ التاريخ والذكريات الصدئة لم تحفظ لهذا الجيش أي معركة تذكر.
كان ضائعا حقاً، يسأل ولا يقدر على الإجابة، كان يردد: حذار أن تبوح بالسر.
مرت سنوات العسكرية بطيئة جداً، لكنها مع ذلك انتهت، وعاد من جديد ليتنفس هواء دمشق، لم يكن ينتظر أن تضحك له دمشق، كل ما أراده رؤية لبنى، ابتسامة واحدة تكفيه، عندما توجه للقاء خطيبته، كانت يدها مثل خنجر أبيض النصل، مسحت لبنى دموعها بأصابعها، وقالت بصوت متقطع: أخيراً!!!
وهمس قائلاً: أحبك.
وبعد مرور أربعة أشهر زفّت لهُ لبنى زوجةً، لبنى المقطوفة من السّحاب لشدّة بياضها الناصع، والفتاة الأكثر صمتا ورزانة، كان يقول لها دائماً بصوت مرتعش: ليس لي غيرك في الدنيا، كانت حياتهما تبدو سعيدة تسير بطمأنينة وفرح باهر، لقد عاش براء في عالم اسمه لبنى، كان مجنوناً بها.
معاناة معدية
الحلم المكلل بالبياض لم يستمر إلا ثلاثة أشهر فقط، لقد أُعلنت الثورة، كانت حينها تنتقل من حارة إلى حارة بتؤدة، منذ هذه اللحظة سيكتب تاريخ جديد معاناة براء ومعاناة الفلسطينيين، أصوات انفجارات تقتحم المكان، نظر براء إلى الخارج فإذا السماء مغطاة بالسحب السود، وأحس كما لو أن خطراً رهيباً يحيق به.
وحدث ما كان يخشاه، اضطر براء ولبنى إلى ترك منزلهما في حي التضامن، تركا فيه ذكرياتهم كعروسين، أحرقا صور حفل زفافهما، كي لا يشاهد أحد صور لبنى وهي مكشوفة الذراعين، أحرقها براء وأجهشت لبنى بالبكاء، كان الطريق مراقباً بعينين حادتين، كانت الجثث تملأ المكان، تسارع الذعر وتموضع في القلوب، الناس يتحركون بسرعة كالعفاريت فوق شارع مملوء بالحفر، كان يرى دموعاً في عيون لا حصر لها تتفجر في الطريق، دموع الغضب والحزن والخوف كلها كانت تسير معهم على الطريق الترابية المبقعة بالعتمة.
لقد كانت وجهة براء لمنزل عائلة زوجته في حي دمشقي آخر.
لن نبقى طويلاً؟ قال لزوجته.
لم يكن يعلم أن بيته تعرض للتعفيش (السرقة) مصطلح سيظل ملازماً للذاكرة طوال سنوات الحرب.
كانت المصائب تتوالى على براء وزوجته، تلك أيام قديمة إلا إنها تدفقت الآن كأن البوابات التي كانت تحبسها قد انفتحت على مصاريعها، فكما قتلت ميلشيات الكتائب اللبنانية عمّ براء (يوسف الإبراهيم) الملقب بالهندي لاحمرار بشرته حينما كان يعمل ميكانيكياً في بيروت الشرقية، بدم بارد على أحد الحواجز في بيروت عام 1982، قَتل عناصر أحد الحواجز المهندس أحمد كامل شقيق لبنى لأنّه كان يحتفظ في جواله بأغنية يا حيف الثورية.
لست أريد أن أروي الآن كيف عُذِّب، ذلك العذاب لم تجربه أنت، لقد فارق المهندس أحمد كامل الحياة، كان والد لبنى رجلاً هرماً يعذبه المرض، وقد قرر بعد هذا المصاب الجلل العودة إلى قريته في ريف إدلب، لم يحملوا شيئاً معهم، وبما أنّ لبنى وبراء يعملان في ذات المؤسسة ويعتاشان من راتبيهما، فقد رفضا فكرة الخروج من دمشق إلى مناطق المعارضة.
هروب لبنى
باعت لبنى كلّ حُليها لشراء منزل في أحد الأحياء العشوائية في دمشق، كانت تقول: سنخبئها ليوم أسود.
لم تعتقد أن هذا اليوم الأسود سيغدو سنينا عجفاء لا تنتهي.
وخصوصا بعدما تعرضت لبنى للاستجواب مرات عدة، وأمام هذا السيل الجارف من الآلام تطلُّ عليهما أمان، بصراخها وبراءتها وعينيها الواسعتين كعيون جدّتها ابتسام والدة براء وبياض بشرة والدتها لبنى، اختارا لها اسم أمان، استبشارا بأن يحل الأمان عليهما “.
وفي يوم من الأيام، قرر الزوجان أن يذهبا لشراء سرير لابنتهما، كان هناك حاجز طيار، طلب الهويات الشخصية، مضى الجندي إلى داخل الغرفة، وبعد قليل خرج وقال بصرامة: لبنى …. لبنى، قالت بصوت مرتبك: أنا لبنى اتجه براء نحو الجندي قائلا زوجتي لبنى، وتزايد ارتباك براء، عندما سمع صوتاً أجش يزعق آمراً من داخل بيت مهجور، توجهنا نحوه بسرعة، كان رجلاً صارم الوجه، مشدود القامة، منفرج القدمين، قطب جبينه وتطلع بعينين قاسيتين، وحملق حيناً إلى البنت الصغيرة، ثم قال بلهجة خشنة قاسية: زوجتك متهمة بـ…..
أشعل أحدهم سيجارة، وراح ينفث دخانها بضجر وعصبية، كان يقلب مجلة متأملاً صور نساء عاريات.
كان دوي الانفجارات يعلن نفسَه بقوة في دمشق، بذل براء جهداً مستميتاً على مدار أكثر من نصف ساعة في محاولة إقناع الضابط أنّه لا علاقة لزوجته بالمعارضة وأنّه تشابه أسماء وأنّ زوجته من مواليد دمشق، لم تنفع كل هذه المحاولات، نظر براء إلى زوجته، وقالت بصوت متوسل: يا رب نجنا من هذا اليوم المشؤوم، ثمّ تمتم: آمين.
فجأة دخل أحدهم، استقبله الضابط بحفاوة، كان هذا الرجل جار براء يسكن معه في نفس البناء، يبيع المازوت والبنزين، يشتري من ضباط الجيش ويبيع لهم، استطاع يوسف إقناع الضباط بقبول مبلغ خمسين ألف ليرة سورية وهي تعادل مئة دولار في ذلك الوقت، سارت لبنى بخطى سريعة، ومضى خلفها براء، وحين وصلا إلى البيت، ذهبت إلى غرفتها وما إن أغلقت الباب خلفها حتى بكت بصوت مرتفع.
يصرخ براء: أنا غلطان وحمار لا أفهم، وهنا قرر إرسال زوجته إلى أهلها في إدلب، كان مضطراً إلى الاستدانة فليس الانتقال لأماكن المعارضة بالأمر السهل، لم يكن أمامه إلا جاره يوسف الذي يمتلك سيارة ويعمل في تهريب الناس والمحروقات، كان يبيع ويشتري كتاجر عتيق، كان يؤمن أن كل شيء في العالم بضاعة لها ثمن.
بقي براء وحيداً في الشام يعمل ويرسل لهما المال المتوفر لديه ومضت أكثر من سنتين ونصف.
وفي تلك الآونة عاد براء ليدخن بشراهة أكبر، بعدما أن أقلع عن التدخين إثر عهد قطعه للبنى في أثناء خطبتهما كونها تعاني حساسية صدر بسبب ربو الأطفال الذي أصابها وهي في الثالثة من عمرها. وبسبب الوحدة المفرطة والتدخين المفرط وبسبب ما حلّ بخالته عائشة التي ماتت حزنا وكمدا على ابنها رامي الذي اعتُقلِ على أحد الحواجز ولم يبلغها أي خبر عنه رغم مرور ثلاث سنوات على اعتقاله، وتسليمِ هُويته لعائلته في مشفى تشرين العسكري وتوقيع والده على وثيقة تزعم أنه مات بسبب جلطة قلبية.
وكنتيجة متوقعة لكل هذه الكوارث، ويضاف إليها عدم قدرة براء على حضور عزاء خالته التي كانت بمقام والدته، الأمر الذي أثّر فيه جداً، أصيب براء بداء السكري والضغط وتدهور وضعه الصحي كثيراً.
العودة
مضت تلك الأيام كما حدثتك سابقاً، مضت بعدها أيام أُخر كان يشعر براء خلالها بالوحدة، فقد بعض وزنه، كره غسل الملابس وكيها وطيها، كان يشعر بالحنين إلى لبنى وأمان، فكر قليلاً لهُنيهة، وفي ظل ضغوط الحياة وخوفه الدائم من الاعتقال كونه مطلوباً للاحتياط، لم يعد هناك ما يملكه، خسر وظيفته التي كانت مصدر رزقه ورزق عائلته الوحيد، لم يعد قادراً على الخروج من بيته خشية الاعتقال، هنا قرر براء بكل ثبات اللحاق بزوجته في الريف الإدلبي، ولكن من أين المال؟
البيت الذي اشتراه من حلي زوجته صار ركاماً، والمال الذي استدانة لتهريب زوجته ما يزال يثقل كاهله.
لم يكن أمامه إلا المهرّب يوسف، كان يخشى أن يعلم أنه مطلوب للاحتياط، وهذا ما جعله في حيرة من أمره، كانت زغاريد الموت تضج في رأسه، وفجأة انهال سيل من الرصاص، وهنا أطل برأسه حذراً متصلباً، ثم خيم الصمت، لقد خرجت المخيمات عن سيطرة النظام، ولكنه على أي حال، لم يقابل يوسف ذلك اليوم، ليس في المساء ولا في اليوم التالي، كانت لبنى تشعر بقلق مخيف على زوجها بعد سماعها الأخبار، لم تكن هناك وسيلة للتواصل.
ومع ذلك كان براء يشعر بارتياح كبير، فقد كان يخشى أن يُعتقل، أما اليوم فصار بإمكانه المضي بثقة كبيرة ولو تحت هدير الرصاص وأصوات القنابل.
لقد مكث في مكانه بعدما ماتت كل الأصوات، استطاع بعد أيام التواصل مع زوجته، فقد أخذت هذه المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تقف على قدميها.
ويوما بعد يوم، استطاع براء أن يدرّس في إحدى المدارس، تحسنت صحته، واستطاع جمع مبلغ من المال يتيح له المضي لزوجته وابنته إلا أن الطريق كان بالنسبة إليه ما يزال خطراً، لم يكن يستطيع المغامرة.
وفجأة حدث التغيير، دعني أقل لك ما حدث: جاء الروس يحومون في سمائنا، كانوا يخشون سقوط النظام، كانوا يلقون بحمم طائراتهم فوق رؤوسنا، وأمام هذا الواقع الجديد، وأمام حالة الحصار والانقسام في مواقف المعارضة، كان النظام قد استطاع أن يستفرد بمناطق المعارضة واحدة تلو الأخرى ويحكم حصارها وتقسيمها، كان صواريخه تملأ المكان عواء.
لقد استولى الرعب على الجميع، حجم الضحايا كان كبيراً، كنا نشعر تلك الليلة أننا على وشك الغرق، لم أكن أخشى الغرق، كنت أسبح طويلاً، قررت ألا أموت، هذا قراري ولن أتراجع عنه.
اشتد نباح الكلاب من حولنا، هل اقترب الصياد منا، هل حقا انتهت المطاردة؟
كنت محاصراً، محكوماً بالموت، وصل الموت إلي، لم أعد أشعر في هذه اللحظة بالرجفة التي تملكتني، في تلك اللحظة التي لا أنساها، لقد كان الموت واقفاً جنبي، لقد انقض سريعاً، كان يريدني، لم أكن في هذه اللحظة وحدي، كانت العيون تملأ المكان إلا أنني كنت عارياً من خوفي بعدما تكسر جسمي كله تحت الحجارة، أغمضت عيني لتنزف الجراح أو لتتوقف عن النزف.
لقد سيطر النظام على المخيم وباقي المناطق، جرى الاتفاق على التهجير إلى الشمال، لقد خشي النظام أن يخرمشه القط، فهذه طبيعة القطط المحاصرة.
وعلى أيِّ حال صحوت من إغمائي في المستشفى، قلت في سري أنا لم أمت، كان الأطباء قد درسوني جيداً.
لقد ارتد العالم كله إليَّ فجأة، كان يقف أمامي دفعة واحدة، زوجتي، ابنتي، الكل عاد من جديد، حين فتحت عيني أحسست بدفء افتقدته طَوال سنوات.
شريط من الصور يكر ولا ينتهي، كان المكان قد سقط كومة واحدة من الحجارة، كنت شجاعاً، كنت أسحب جسمي بقدمي المتورمة، كانوا يرفعونني، كم بقيت على تلك الحال، لا أدري، كنت عازماً على التمسك بالحياة، لم أعد أصرخ أو أشكو، عدت أخيراً.
تركت بعضاً من جسدي في ذلك المكان، ظل مدفوناً في الركام، حتماً ستنبت قدمي من جديد، لم أكن غاضباً، أنت لن تفهم ذلك؟؟؟